شدوى الصلاح
قالت المدير الإقليمي لمركز الرافدين الدولي لحقوق الإنسان حنان عبداللطيف، إن جرائم تعذيب المعتقلين والمعتقلات في السجون العراقية لا زالت مستمرة على أيدي عناصر الأجهزة الأمنية أو ميلشيات الحشد الشعبي دون رقيب أو حسيب من قبل القضاء العراقي أو المجتمع الدولي.
وأشارت في حديثها مع الرأي الآخر، إلى أن المركز رصد حالة معتقل من محافظة بابل، أبلغ عن اختفاء زوجته، فوجهت له اتهامات بقتلها وحرقها، ودفعه الضرب الشديد والتعذيب للاعتراف على نفسه وحُكم عليه، ليفاجئ بعدها أن زوجته على قيد الحياة وتم التعرف عليها في منطقته.
وأكدت حنان، أن مذكرات الاعتقال الصادرة بحق العراقيين تصدر من أجهزة فاسدة طائفية غير نزيهة، مشيرة إلى أن هذا ما أكدته كل المنظمات الحقوقية الدولية كمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة وهيومن رايتس ووتش وأمنستي والصليب الأحمر وجميع المراكز الحقوقية العراقية غير الحكومية.
ولفتت إلى أن المركز وثّق أكثر من 138 ألف حالة اعتقال موزعين على 121 سجن حكومي هذا عدا الأعداد الموجودة في السجون غير الرسمية التابعة إلى الميلشيات، مشيرة إلى أن أعداد النساء المعتقلات بلغت 7800 معتقلة.
وأوضحت حنان أن معظم المعتقلين تم اعتقالهم لأسباب طائفية بوشاية المخبر السرّي والمادة 4 إرهاب سيئة الصيت التي أصبحت تطال مكون بعينه دون آخر، مستنكرة أن وصف حاضنة الإرهاب الذي يُطلقه بعض السياسيين العراقيين على أهالي المحافظات السنية أصبح سهلاً.
وأضافت أن ذلك يتبعه عمليات اعتقال أبناء هذه المحافظات ومصادرة أملاكهم وأراضيهم وتهجيرهم لأسباب سياسية مكشوفة، مؤكدة تعرض المعتقلين لشتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي والاعتداء الجنسي والحرمان من الماء والطعام والدواء والتعمد في إهمال الرعاية الصحية.
وأشارت حنان، إلى تعريض المعتقلين للموت البطيء، وانتشار ظاهرة الانتحار بين صفوف السجناء القصّر والموت من شدة التعذيب، إضافة إلى الإعدامات خارج نطاق القضاء التي تمارسها الأجهزة الامنية بشكل سرّي وفي إجراءات تعسفية سريعة لم توفّر المحاكمات النزيهة العادلة.
واستطردت: “مع تفشي وباء كوفيد 19 لم تتخذ السلطات العراقية أي إجراءات صحية تحمي بها المعتقلين الذين اكتظت بهم السجون، وتوفي البعض منهم نتيجة كورونا ومرض السل والالتهابات الرئوية الحادة.
وتابعت المدير الإقليمي لمركز الرافدين الدولي لحقوق الإنسان: “أصبح الاعتقال اليوم تجارة رائجة ومربحة تسترزق منها القيادات الأمنية وقادة الميلشيات من خلال ابتزاز أهالي المعتقلين ومطالبتهم بدفع الأموال لإطلاق سراح أبنائهم المعتقلين ظلماً”.
وقالت إن مع ازدياد المطالبات من جميع المنظمات الحقوقية الدولية و مركز الرافدين الدولي للعدالة وحقوق الإنسان للحكومات العراقية بالتوقيع على اتفاقية مناهضة التعذيب إلا أن الحكومة ترفض التوقيع، والبرلمان يرفض المصادقة على مشروع قانون مناهضة التعذيب بالرغم من أن الدستور العراقي يحظر التعذيب.
وناشدت حنان بصفته مدير مركز الرافدين، الحكومة العراقية بإجراء التحقيقات الشفافة في مزاعم التعذيب التي يتعرض لها المعتقلين في السجون العراقية، وإعادة محاكمتهم بشكل عادل ومنصف وتوفير الاستشارة القانونية المجانية لهم من خلال محامين مستقلين نزيهين غير مسيّسين.
يشار إلى أن الغضب يجتاح مواقع التواصل الاجتماعي، عقب اكتشاف حادثة تعذيب لشاب يُدعى حسين محمد أسود، يبلغ من العمر 29 عاماً، اعتقل قبل ثلاثة أشهر على يد قوة تابعة لوزارة الداخلية العراقية، في منطقة الحي الصناعي بكركوك، بدعوى اتهامه بتهم تتعلق بالإرهاب.
وتسبب تعذيبه بقطع أصابع يده اليسرى بينما تمّ قطع إصبع واحد من يده اليمنى. وحالياً يتجه الأطباء إلى قطع الأصابع المتبقية له بسبب الخوف من امتداد الضرر إلى باقي أجزاء الكفّ، فيما تعاني مناطق عدّة من جسده من جروح خطيرة وضرر في الجزء الخارجي من الرأس.