شدوى الصلاح
قال المحامي والناشط الحقوقي طه الحاجي، إن استثمارات النظام السعودي مبالغ مهولة في شراء الأندية الرياضية التي جاءت تحت عنوان تنويع مصادر الدخل، أكثر من مجرد استثمار اقتصادي، بل هي مبالغ يدفعها النظام لحماية كرسي الحكم.
وأوضح في حديثه مع الرأي الآخر، أن ذلك من خلال ربط الاقتصاد السعودي بالاقتصاد البريطاني وتغلغله وتعقيد العلاقة لضمان استمرار التغطية والحماية الإنجليزية للنظام السعودي، خاصة مع التوترات الملتهبة في المنطقة وتغيرات اللعبة السياسية العالمية.
وأضاف الحاجي، أن النظام السعودي يحاول من ناحية أخرى تلميع سمعته السيئة في سجل حقوق الإنسان بمثل هذه المشاريع، خاصة بعد الصفعات المتلاحقة التي تعرضت لها من الإعدامات الجماعية وإعدام القاصرين واعتقال الناشطات وتعذيبهم.
وأشار أيضا إلى تدهور سمعة المملكة عقب جريمة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول 2018، بالإضافة إلى الحرب التي تخوضها في اليمن منذ مارس/آذار 2015، وحصار قطر.
وأكد الحاجي، أن النظام السعودي يظن أن الصفقات الرياضية الضخمة ستغير الصورة، لكن المنظمات والناشطين يستغلون الأحداث لفضح انتهاكاته التي لا تنتهي، ويجعلوها منبر لتعريف العالم بما يحدث بالداخل السعودي وأن خطاب النظام للخارج مختلف عن خطابه للدخل.
وأشار إلى أن صفقة شراء صندوق الاستثمارات السعودي لنادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي، قوبلت برفض قوي من الحكومة والمنظمات البريطانية بسبب وضع المملكة الحقوقي السيئ، وعدم استقلال الصندوق عن الحكومة، وارتباطه المباشر بولي العهد محمد بن سلمان.
واستنكر الحاجي، تمكن قوة المال وقدرة النظام السعودي في النهاية على شراء النادي، مثنياً على أن فترة تأخير الصفقة كشفت للمجتمع البريطاني الوضع السيئ في السعودية وكشفت لهم أيضا وضع حكومتهم السيئ أمام قوة المال.
وقال: “لا يوجد في السعودية برلمان شعبي يمثل صوت الشعب وليس للشعب أي كلمة أو رأي في كل ما تقوم به الدولة ولا يملك حق الانتقاد والاعتراض في الشأن الاقتصادي كما هو الحال في الشأن السياسي والحقوقي، وكافة المجالات”.
وذكر الحاجي، بسجل المملكة في اعتقال الاقتصاديين البارزين مثل الدكتور عبدالعزيز الدخيل، وعصام الزامل، وطراد العمري وجميل فارسي وغيرهم، مضيفاً أن ذلك يؤكد عدم تسامح النظام السعودي مع أي شخص مهما كان خبيراً ومتخصصاً وحريصاً على المصالح الوطنية.
وأكد أن الحكومة تريد فعل ما تريد دون “شوشرة” أو إزعاج، موضحاً أنه يعني بالحكومة الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده لأنه المسيطر الفعلي على الحكم وجامع كل الصلاحيات والسلطات في يده، ولا فصل للسلطات في البلد ولا جهات رقابة ولا محاسبة.
وجزم الحاجي، بأن الحكومة السعودية لن تستطيع زرع قوة ناعمة وسط أوربا لتحسين صورتها بالاستثمارات الرياضية الكبيرة، ولا بماكينتها الإعلامية الضخمة ولا بشركات العلاقات العامة ولا بشراء الذمم، إلا بحصول الشعب على حقوقه وحرياته ومشاركته في إدارة الدولة والرقابة عليها.