شارك رئيس نيوكاسل يونايتد الجديد في حملة “مكافحة الفساد” المثيرة للجدل في السعودية، والتي تضمنت مصادرة وتحويل عشرات الشركات نيابة عن ولي العهد محمد بن سلمان، وفقًا لوثائق قضائية تم الكشف عنها حديثًا.
وذكرت صحيفة الغارديان أن ياسر الرميان، رئيس مجلس الإدارة الجديد لنيوكاسل، والذي يدير أيضًا صندوق الاستثمارات العامة في الرياض، أصدر أمرًا بمصادرة وتحويل 20 شركة إلى صندوق الثروة السيادية في عام 2017، ووفقًا لوثائق سعودية داخلية قُدمت إلى محكمة مدنية في كندا كجزء من قضية غير ذات صلة.
وتعرض صندوق الاستثمارات العامة، الذي يرأسه محمد بن سلمان، لرقابة مكثفة خلال مفاوضات بيع نيوكاسل.
في حين أن ستة من أعضاء مجلس إدارة الصندوق الثمانية هم من وزراء الحكومة السعودية، وواحد مستشار الديوان الملكي، أصرت الحكومة السعودية على أن صندوق الاستثمارات العامة كيان مستقل عن الدولة.
وفشلت عملية الاستحواذ حتى وقت سابق من هذا الشهر، عندما أعلن الدوري الإنجليزي الممتاز عن موافقته على صفقة نيوكاسل، قائلاً إنه حصل على “تأكيدات ملزمة قانونًا بأن السعودية لن تسيطر” على النادي.
وجاءت هذه الخطوة بعد أن قام الاتحاد الذي تقوده السعودية والذي كان يحاول شراء نيوكاسل بسحب عرضه في عام 2020، وفي النهاية، قدم صندوق الاستثمارات العامة للائتلاف 80 في المائة من أموال الصفقة البالغة 300 مليون جنيه إسترليني (407 ملايين دولار).
ولطالما عارضت الجماعات الحقوقية صفقة بيع نيوكاسل، حيث اتُهمت الرياض بارتكاب مجموعة واسعة من انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك مقتل الصحفي جمال خاشقجي في 2018، والذي أكدت المخابرات الأمريكية أنه تم بأمر من ولي العهد.
ووفقًا لوثائق المحكمة التي تم الكشف عنها حديثًا، فإن شركة الطائرات التي استخدمت في المؤامرة السعودية لقتل خاشقجي كانت إحدى الشركات التي تم نقلها إلى صندوق الاستثمارات العامة تحت حكم الرميان في عام 2017.
وذكرت صحيفة الغارديان أن الوثائق لا تشير إلى تورط الرميان أو علمه بمؤامرة قتل خاشقجي.
وقالت الصحيفة إن الوثائق تشير إلى أن ولي العهد السعودي أصدر أوامر للرميان لاتخاذ إجراءات تتعلق بصندوق الاستثمارات العامة.
والرميان، مصرفي سابق، يشغل أيضًا منصب رئيس مجلس إدارة شركة النفط السعودية أرامكو.
وأشرف على استثمارات صندوق الاستثمارات العامة التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، بما في ذلك استثمارات في أوبر وفيسبوك وديزني وسيتي بنك.
وذكرت صحيفة الغارديان أنه من المقرر أن يحضر أول مباراة له مع نيوكاسل اليوم الأحد في دوره الجديد كرئيس غير تنفيذي للنادي.
وتم رفع الوثائق الداخلية التي تم الاستشهاد فيها بتورط الرميان في محكمة كندية كجزء من دعوى مدنية رفعتها كيانات مملوكة للسعودية ضد سعد الجبري، رئيس المخابرات السعودية السابق.
والجبري متهم بإساءة إنفاق أموال الدولة أثناء عمله في وزارة الداخلية في عهد ولي العهد السعودي السابق محمد بن نايف، الذي أطيح به في عام 2017، ووضع تحت الإقامة الجبرية، وحل محله ابن عمه محمد بن سلمان.
وتتعلق سجلات المحكمة بحملة مكافحة الفساد الشائنة التي قادها محمد بن سلمان منذ نوفمبر 2017، والتي تم خلالها اعتقال 400 من أغنى المواطنين السعوديين – بمن فيهم الأمراء والوزراء – واحتجزوا بمعزل عن العالم الخارجي في فندق ريتز كارلتون في الرياض.
وفر الجبري من البلاد قبل انقلاب القصر وهبط في كندا عام 2018 حيث يقيم حاليا.
وفي العام الماضي، رفع الجبري، الذي تربطه علاقات عميقة بوكالة المخابرات المركزية، دعوى قضائية ضد محمد بن سلمان، مدعيًا أنه تم إرسال فرقة اغتيال قوامها 50 شخصًا، تُعرف باسم “فرقة النمر”، إلى كندا في عام 2018 لقتله، لكن الرياض نفت ذلك.
وأعلنت السعودية أنها أنهت “حملتها على الفساد” في يناير 2019 ، قائلة إنها عززت خزائن الدولة بأكثر من 100 مليار دولار.