شدوى الصلاح
قال الأكاديمي والإعلامي المختص بالفكر السياسي الإسلامي والحركات الإسلامية الدكتور عزام التميمي، إن ظهور الحاخام الإسرائيلي يعقوب يسرائيل هرتزوغ، وتجوله في أحد شوارع العاصمة السعودية الرياض، المقصود منه التمهيد للمضي في تطبيع السعودية مع الكيان الصهيوني.
وأضاف في حديثه مع الرأي الآخر، إن النظام السعودي يستهدف من ذلك تعويد الشعب على بعض مظاهر التطبيع، مشيراً إلى أن ذلك يترافق مع استخدام كل وسائل البطش والتنكيل ليرهب الناس ويردع كل من تسول له نفسه الأمر بالمعروف أو النهي عن المنكر.
وتساءل التميمي: “أي منكر أكبر من الاعتراف للصهاينة رسمياً بحق احتلال فلسطين، والدخول معهم في صفقات تجارية وأمنية على حساب الشعب الفلسطيني، بل وعلى حساب الأمة بأسرها”.
وتابع: “لم يعد هناك ما يصدمنا من سلوك المهيمنين على الأمور في السعودية، فمنذ أن هيمن ولي العهد محمد بن سلمان على السلطة في المملكة، حمل النظام الحاكم على التوجه نحو التقرب من الكيان الصهيوني”.
وأشار التميمي، إلى أن بن سلمان اتخذ عدداً من الإجراءات التي كان يقصد منها أساساً الفوز باعتراف البيت الأبيض به وتزويده بغطاء سياسي ودبلوماسي، لأنه كان يخشى غضب الأميركي من انقلابه واستبعاده حلفاء واشنطن التقليديين من رأس هرم السلطة السعودية.
وأوضح أن على المستوى الاجتماعي تضمنت الإجراءات توجيه حملة من اللبرلة والقطيعة مع ماضي المملكة بما في ذلك ضرب المؤسسة الدينية واعتقال المطالبين بالإصلاح وإباحة كثير مما كان محظوراً من قبل تحت عنوان “الترفيه”.
وبين التميمي، أن على المستوى السياسي، افتعل بن سلمان الأزمة مع قطر بحجة علاقاتها بإيران ودعمها للجماعات المتطرفة، وسجن عدداً كبير من الفلسطينيين والأردنيين ممن يشتبه بعلاقتهم بحركة حماس، بما في ذلك الدكتور هاني الخضري الذي كان لسنوات طويلة الممثل الرسمي للحركة لدى المملكة.
ولفت إلى أن هذه الإجراءات توجت بوضع حماس على قائمة الإرهاب والتهيؤ للتطبيع المباشر والشامل مع الكيان الصهيوني، كما تحدثت وسائل الإعلام الصهيونية في أكثر من مناسبة عن زيارات متبادلة بين نتنياهو وولي العهد السعودي.
وتابع التميمي: “كان من المتوقع أن تنضم المملكة إلى اتفاقيات أبراهام في وقتها ولكن يبدو أن ذلك تأخر لاعتبارات تتعلق بالحاجة إلى الصلح مع إيران، ولكن رغم أن التطبيع الرسمي تأخر أو تأجل، لم تتوقف عملية فتح أجواء البلاد وأراضيها للصهاينة”.