على الرغم من التدخلات الإيرانية في المنطقة العربية، والتي ساهمت بشكل مباشر في دمارها وخسارتها، وكأن المخطط الإيراني يهدف إلى تدمير المحيط، خرج المرشد الإيراني علي حسيني خامنه المعروف بـ علي خامنئي، بتصريحاته حول الغزو الروسي على أوكرانيا.
وقال خامنئي في تصريحاته، إن أوكرانيا ضحية السياسة الأميركية، وأن واشنطن هي من أوصلتها لهذه المرحلة، معربا عن إدانته للحرب في أوكرانيا وقتل الأبرياء وتدمير البنى التحتية في أي مكان بالعالم، متانسيا بمثل هذه التصريحات، ما اقترفه من جرائم وانتهاكات داخل البلدان العربية.
وساهم التدخل الإيراني بشكل سياسي أو عسكري، في بعض الدول العربية إلى دمارها وتخلفها، حيث عصفت الأطماع الإيرانية بالدول التي تدخلت فيها وأدت إلى الهلاك والكارثة.
في لبنان أثر الدعم الإيراني لحزب الله ورئيسه حسن نصر الله، بشكل مباشر في السياسة الداخلية اللبنانية، خاصة أنّ حزب الله ممثل بصناعة القرار إن كان من جهة الضغط من أجل اختيار رئيس جمهورية أو تعيين رئيس حكومة، وكان على مدار الحكومات الماضية ممثلًا بأعضاء في الحكومة وله نواب في البرلمان كذلك.
وإيران لا تدعم حزب الله وحسب، بل دعمها يصل إلى جهات سياسية أخرى، حيث تسهم في تعميق الأزمة السياسية اللبنانية وزيادة الاحتقان الطائفي خاصة بين شرائح المجتمع السنية والشيعية.
وبسبب إفساح الساحة اللبنانية أمام اللاعب الإيراني، زاد ذلك من عزلة لبنان عن عمقه العربي والمجتمع الغربي، وأصبحت الدولة رهينة لسلاح خارج سلطتها ودولة خارجية طفيلية تعتاش على إضرام النار في دولة عربية وإسلامية.
أما عن تدخلات إيران في سوريا، فمنذ أن خرجت المظاهرات السورية المطالبة بإسقاط نظام بشار الأسد، أعلن النظام الإيراني دعمه وبشكل مباشر استمرار الأسد في حكمه.
والدعم الإيراني لم يتوقف عند كونه لفظيًا فحسب، بل عمدت إلى إرسال قواتها ممثلة بالحرس الثوري، بالإضافة إلى ميليشيات يمنية وأفغانية وباكستانية، كذلك أرسلت إلى حزب الله طالبة منه دعم نظام بشار الأسد عسكريًا.
ولم يتأخر حزب الله عن تلبية المطلب الإيراني، فأرسل قواته، وهذا الأمر ساهم في ترجيح كفة ميزان نظام الأسد، فيما الشعب السوري بات قتيلًا وجريحًا ومهجرًا ولاجئًا وباتت سوريا بلد منكوبة ومدمرة من ويلات الحرب.
ونفس الشيء حدث باليمن حيث لم يكد يخرج من الثورة على الرئيس الراحل علي عبدالله صالح حتى جاءه انقلاب ممثل بالحوثي الذي تدعمه إيران بشكل مباشر، والذي أدى حتى هذه اللحظة إلى احتلال العاصمة صنعاء وتفكيك البلاد، وانتهاك الأمن القومي العربي، وكل تلك الأمور جميعها دفعت باليمن إلى الخراب والجوع والمرض.
وفي العراق مع سقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين، إثر الغزو الأميركي، بدأت عملية بناء النظام من جديد، والتي بدت للجميع بأنها فاشلة.
وأحد أهم الأسباب التي أعاقت إعادة بناء الدولة العراقية يعود إلى تدخل النظام الإيراني في السياسة العراقية عبر أذرعها، ولإيران ميليشيات منتشرة في عموم العراق، وتتمتع بوزن سياسي كذلك وتؤثر على القرار بالقوة أحيانًا.
والتي أدت إلى أن يصبح العراق اليوم تحت وطأة الفساد والسلاح المتفلت وغياب المشاريع التنموية وانقطاع كبير للتيار الكهربائي في دولة عائمة على النفط.
وتعجب سياسيون وناشطون على تويتر، من تصريحات خامنئي التي يدعي فيها المثالية، لافتين إلى أن المرشد الإيراني كان له اليد في تدمير ثلاث دول عربية وقتل شعوبها وهجرها ودمر البنى التحتية والبيوت على ساكنيها.
وشبهوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية، ما يحدث في أوكرانيا اليوم، بما يحدث في اليمن وسوريا والعراق على أيدي التابعين لإيران، لافتين إلى قلبه للوقائع لعدم ذكره لسبب الأزمة الرئيسي وهو غزو روسيا لأوكرانيا.
الصحفي السوري قتيبة ياسين، لفت إلى قلق المرشد الإيراني من غياب الطيران الروسي عن الأراضي السورية، قائلا: “أنت تعارض الحروب في كل مكان إلا في سوريا والعراق ولبنان واليمن”.
فيما كتب السياسي والإعلامي عمر مدنية، أن خامنئي بعد أن قتل أهل سوريا والعراق ودمر بيوتهم، خرج ليعارض الحروب وقتل الشعوب وتخريب البنى التحتية.
وعلق الصحفي تركي الشلهوب، على تصريحات المرشد الإيراني، متسائلا: “ماذا فعلت إيران في العراق وسوريا واليمن ولبنان؟”.
وغرد ناشط، بأن خامنئي يرى أن أوكرانيا ضحية السياسة الأمريكية، مؤكدا أن العراق ضحية السياسة الإيرانية.
ووصف آخر، تصريح المرشد الإيراني بالغريب، ولن يصدقه أحد سوى السذج من العرب، متسائلا: “وماذا عن تدميرهم للعراق وسوريا واليمن ولبنان؟”.