شددوى الصلاح
أكد خبير التخطيط الاستراتيجي وإدارة الأزمات يحيى الحسن، أن ما حدث اليوم في السودان انقلاب عسكري مكتمل الأركان، خاصة بعد تأكيد اعتقال قوة من الجيش والجنجويد لأعضاء الحكومة المدنية الانتقالية وعلى رأسها رئيس مجلس الوزراء ومستشاريه.
وأوضح في حديثه مع الرأي الآخر، أن الانقلاب ظل التحضير والتمهيد له منذ فترة طويلة ولم يفت على فطنة الشارع السوداني، وقد اكتملت أركانه داخلياً باعتصام فلول النظام البائد أمام القصر الجمهوري وبدعم كامل وتوفير كل متطلباته.
وقال الحسن، إن على المستوى الخارجي، فقد سبق الانقلاب زيارات مكوكية متكررة لدول محور الشر (السعودية والإمارات ومصر) وإسرائيل واكتملت بلقاء رئيس الانقلاب المصري عبد الفتاح السيسي، الذى يسعى لنسخ تجربته في السودان ومباركته لهذا الانقلاب.
وأضاف أن ما فات على الانقلابيين وداعميهم داخلياً وخارجياً بغض النظر عن الجهة التي يتبعون لها أن الثورة السودانية والشعب السوداني الذي قهر الظلم وهد عمائد الاستبداد لن يسكت عن هذا الانقلاب.
وأشار الحسن، إلى أن الشعب لم ينتظر دعوته للخروج، وملأ الشوارع وأطلق دعوات للعصيان المدني الذي بدأ فور إعلان الإجراءات التي تمثل إلغاءً للوثيقة الدستورية وانقلاباً مكتملاً على مكتسبات الثورة التي مهرت بدماء الشهداء من أجل الحرية والسلام والعدالة.
وأعرب عن خشيته أن يسعى الانقلابيين لنقل هذا الصراع للشارع السوداني، خاصة في ظل الاحتقان الحالي والانتشار الواسع للسلاح لدى المليشيات المسلحة والحركات المسلحة والكثير من المواطنين.
وأوضح خبير التخطيط الاستراتيجي وإدارة الأزمات، أن الثوار مهما حصل فقد التزموا جانب السلمية وتعاهدوا عليها، وبالتالي أي اعتداءات مسلحة ستكون من طرف الانقلابيين، لأن سلمية الثورة السودانية كانت العمود الفقري لنجاحها.
وأكد أن أي تبرير لهذا الانقلاب لن يقبله غالبية الشارع السوداني واعتقد أيضا رفضه من قبل شرفاء الجيش السوداني، محذراً من أن ذلك يعد بداية تصعيد ثوري يشابه ثورة ديسمبر/أيلول.
ودعا الحسن، الجميع التزام السلمية وعدم الانجرار لأي محاولات لجر الشارع للمواجهات وليكن بين مكونات الشعب الحوار ورفض أي اتجاه لحكم الفرد القهري مرة أخرى، لافتاً إلى أن دول محور الشر تخاف الديمقراطية وحكم الشعوب لأنفسهم.
ورأى أن دول محور الشر، تخشى انتقال التجربة السودانية في دولهم، وتأثر مصالحهم الشخصية وفسادهم في الحكم ولذلك يحاربون أي توجه في أي دولة في المنطقة للحكم الديمقراطي تخضعهم للمحاسبة، ويفرضون حكم العسكري الذي يحول الدول لسجون كبيرة.
يشار إلى أن القائد العام للجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، حل صباح اليوم الإثنين 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، مجلسي السيادة والوزراء، وأعلن حالة الطوارئ في البلاد.
وقال في بيان مقتضب عبر التلفزيون الرسمي، إن الجيش سيشكل حكومة كفاءات وطنية مستقلة، لحين إجراء الانتخابات المقبلة، وتسليم السلطة للمنتخبين، زاعماً أن الجيش ملتزم بالوثيقة الدستورية للعملية الانتقالية.
وجمد البرهان ما يعرف بلجنة التمكين، ومراجعة آليات عملها وأهدافها، والتي عملت خلال الفترة الماضية ملاحقة وفصل كافة المنتمين للنظام القديم، وأقال جميع ولاة الولايات، وتكليف الأمناء العامين للوزارات بتسيير أعمال وزاراتهم.
وألقت قوة عسكرية سودانية، القبض على وزراء ومسؤولين سودانيين، وسط أنباء عن وضع رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك قيد الإقامة الجبرية في منزله.