قالت وسائل إعلام عالمية عن ولي العهد السعودي يقدم مراوغات جديدة بعد تشكيك خبراء بتعهد المملكة بالوصول إلى “الصفر” في الانبعاثات الكربونية من الطاقة المستخدمة في المملكة.
حيث أعلن الأمير محمد بن سلمان عن تقديم 39 مليار ريال لقاء كمبادرة لإطعام 750 مليون جائع حول العالم، فيما قالت وسائل الإعلام إن مبادرته تلك تُضاف إلى سلسلة مراوغاته بعد التشكيك بعدم نجاح المملكة في تعهدها بوقف الانبعاثات الكربونية بحلول العام 2060.
وكان الهدف من المبادرتين أن تبلغ تكلفتهما 39 مليار ريال (10.4 مليار دولار). وقال الأمير محمد إن السعودية ستساهم بنسبة 15 بالمئة وستسعى للحصول على الباقي من الصناديق الإقليمية ودول أخرى.
وقال لرؤساء دول ومسؤولين كبار آخرين في قمة مبادرة الشرق الأوسط الخضراء في الرياض “اليوم نبدأ حقبة خضراء للمنطقة، إيمانًا منا بأن هذه التغييرات ليست فقط من أجل البيئة ولكن أيضا للاقتصاد والأمن”.
وأضاف: “سنعمل على إنشاء صندوق استثماري في الحلول بتقنية الكربون الدائري في المنطقة ومبادرة عالمية ستوفر حلولًا للوقود النظيف لتوفير الغذاء لأكثر من 750 مليون شخص على مستوى العالم”.
وتأتي القمة، التي شارك فيها أيضًا زعماء قطر وباكستان والمبعوث الأمريكي للمناخ جون كيري، في أعقاب المبادرة السعودية الخضراء يوم السبت حيث أعلن الأمير محمد عن هدف خفض انبعاثات الكربون الصافية بحلول عام 2060.
وشككت مجموعة “غرين بيس” البيئية في جدية هذا الهدف، والذي يأتي بعد أن قالت شركة النفط الحكومية أرامكو السعودية إنها تخطط لزيادة طاقة إنتاج الخام إلى 13 مليون برميل يوميا بحلول عام 2027.
كما اتهمت المنظمة البيئية، السعودية، أحد أكبر الملوثين في العالم، بمحاولة صرف الانتقادات في قمة المناخ التي انعقدت في بريطانيا.
ويهدف مؤتمر المناخ إلى وضع العالم على طريق الوصول إلى صافي الصفر من الانبعاثات الكربونية بحلول منتصف القرن.
وقالت المملكة العربية السعودية يوم السبت إنها ستنضم أيضًا إلى جهد عالمي لخفض انبعاثات الميثان – وهو غاز آخر يسخن كوكب الأرض – بنسبة 30 في المائة بحلول عام 2030، في حين التزمت أرامكو بأن تكون شركة خالية من الكربون بحلول عام 2050.
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 130 دولة حددت أو تفكر في هدف خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى الصفر الصافي بحلول منتصف القرن، وهو هدف تقول إنه “ضروري” لحماية مناخ ملائم للعيش.
وتعتمد السعودية، أكبر منتج للخام في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، بشكل كبير على النفط والغاز الطبيعي لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة وتحلية المياه.
وتشير التقديرات إلى أن المملكة التي يبلغ عدد سكانها 34 مليون نسمة، تنبعث منها حوالي 600 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا – أكثر من فرنسا (عدد سكانها 67 مليونًا) وأقل قليلاً من ألمانيا (عدد سكانها 83 مليونًا).