قال مسؤول رفيع المستوى في حزب الله إن الأزمة الدبلوماسية بين لبنان والمملكة العربية السعودية متجذرة في “خوف” ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان من تحرير مدينة مأرب الاستراتيجية اليمنية وسط دعم بيروت لليمنيين خلال هذه الفترة من الحرب السعودية في اليمن.
وقال هاشم صافي الدين رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله في بيان إنه ليس من “المعقول” الاعتقاد بأن الأزمة الدبلوماسية تتعلق بتصريحات وزير الإعلام اللبناني “بل هي أكبر من ذلك”. “
وأضاف: “ما يحدث في المملكة شيء كبير، فالسعوديون ودول الخليج بشكل عام، الذين سلكوا طريق تكوين العلاقات مع الكيان الإسرائيلي، لا يمكنهم تحمل صوت من لبنان وغيرهم ممن سينتقدونهم في مستقبل العلاقات السعودية الإسرائيلية التي ستعلن في الأيام المقبلة”.
وقال المسؤول البارز في حزب الله إن ولي العهد السعودي يعيش حالة من “المعضلة والقلق” وسيتعين عليه مواجهة موقف كبير بعد سقوط مأرب، مؤكدًا أن محمد بن سلمان يخشى أن يفقد كل أوهامه.
وحذر من أن كل من يعمل على عرقلة الحكومة اللبنانية، وتقويض استقرار البلاد، وفرض عقوبات أميركية وسعودية لتدمير لبنان، مسلطاً الضوء على تضحيات حزب الله “حتى لا نجر بلدنا إلى صدامات داخلية، ولهذا نحن سعينا جاهدين لحل المشاكل الاقتصادية والداخلية للشعب اللبناني “.
وشدد صافي الدين على أن الذين يدفعون لتلفيق أزمات أمنية ودبلوماسية وسياسية في لبنان هم الذين يعملون على تخريب البلاد.
وقال إن مستقبل لبنان ليس بيد السعوديين “بل بيد الله والشكر لمن ضحى من أجل كرامة الوطن”.
وأضاف أن السعودية لن تتسامح مع أي انتقادات في المستقبل، خاصة بعد أن تكون علاقاتها مع النظام الإسرائيلي علنية في الأيام المقبلة.
ويقول محللون إن لبنان الذي يعاني من شلل مالي يجد نفسه في صراع جديد بين زعماء المنطقة السعودية وإيران بعد أن طردت الرياض ودول الخليج الثرية المبعوث اللبناني.
واندلعت الأزمة يوم الجمعة عندما منحت السعودية سفير لبنان 48 ساعة لمغادرة البلاد واستدعت مبعوثها من بيروت وعلقت جميع الواردات من لبنان.
وقالت وزارة الخارجية السعودية إن الإجراءات اتخذت بعد تصريحات “مهينة” لوزير لبناني بشأن حرب اليمن، ولكن أيضا بسبب نفوذ حزب الله اللبناني الشيعي المدعوم من إيران.
وأضافت أن الجماعة تسيطر على الموانئ اللبنانية و “تختطف” قرارات الحكومة في بيروت.
فيما سارعت الإمارات والبحرين والكويت إلى الحذو حذوها.
الأزمة هي ضربة جديدة للبنان، البلد الذي يعاني من الاضطرابات المالية والسياسية حيث تكافح حكومة هشة لتأمين المساعدات الدولية، لا سيما من جيرانها العرب الأثرياء.