شدوى الصلاح
سخر المحلل السياسي فهد صقر، من مشاركة السعودية والإمارات مع بريطانيا وأميركا، في التوقيع على بيان رباعي يطالب السودان بالعودة إلى “المسار الديمقراطي”، قائلاً: إنه مصطلح غير موجود أصلا في قاموس السياسة السعودية – الإماراتية.
وتساءل في حديثه مع الرأي الآخر: “عن أي مسار ديمقراطي تتحدثون وأنتم لا تعرفون معناها؟”، متهكماً أيضا على دعوة السعودية والإمارات إلى إطلاق سراح المعتقلين، رغم أن معتقلاتهما تعج بالناشطين السياسيين والمصلحين والدعاة وأصحاب الرأي.
وقال المحلل السياسي، إن البيان الرباعي الصادر أمس 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، يمثل إجماع أعضاء “مجلس إدارة الانقلابات” في المنطقة على رفض انقلاب السودان، بعدما توصلوا إلى ضرورة إيقافه، وإعادة ضبط الأحداث، في ظل رد الفعل الجماهيري الغاضب.
وأكد أن قائد الانقلاب العسكري في السودان عبدالفتاح البرهان، لا يقدح من رأسه، وأن أي انقلاب أو تغيير للوضع السياسي الراهن في المنطقة يحصل بمباركة الدول الأربع، إذ يأتي الضوء الأخضر من الخارج، بينما تموله السعودية والإمارات، وما دون ذلك انتحار سياسي.
ورأى صقر، أن رد فعل الشعب السوداني وقواه الشعبية الحية وخروجه في مظاهرات واسعة في 30 أكتوبر/تشرين الأول 2021 رفضا للانقلاب، أفشلت حركة البرهان، مما أضطر الكفلاء إلى تغيير خططهم ووضع نهاية له على وجه السرعة والتنصل منه والعودة إلى المربع الأول.
وأشار إلى أن رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي المؤيد لانقلاب البرهان، لن يجرؤ الآن أن يحرج نفسه ونظامه وينضم للبيان الرباعي، لأنه قام بذات الشيء في مصر في يوليو/تموز 2013 وانقلب على الرئيس الشرعي محمد مرسي، لكنه موجود ضمنياً كعبد مأمور.
يشار إلى أن البيان الرباعي الصادر أمس، طالب بعودة الحكومة المدنية الانتقالية ومؤسساتها فوراً، وإنهاء حالة الطوارئ المفروضة على البلاد، وأكدت فيه الدول الأربعة على وقوفها مع الشعب السوداني وتطلعاته نحو الديمقراطية وتحقيق السلم.
وأعربت الدول الرباعية للسودان عن “مشاركتها قلق المجتمع الدولي حيال الوضع في السودان”، قائلة: “نشجع إطلاق سراح كل من تم احتجازهم في ظل الأحداث الأخيرة وإنهاء حالة الطوارئ المفروضة على البلاد”.