عشية المزيد من الجلسات في قضية مقتل كاتب العمود السعودي جمال خاشقجي، تطالب منظمة “مراسلون بلا حدود” السلطات التركية بتقديم جميع المتورطين في قتل جمال خاشقجي إلى العدالة، بمن فيهم المخططون أو المحرضون واتخاذ خطوات فورية لإنهاء الإفلات من العقاب.
ومن المقرر في الـ23 من الشهر الجاري أن تنعقد الجلسة الخامسة لمحاكمة كاتب العمود السعودي المقتول جمال خاشقجي في محكمة “جاغلايان” بإسطنبول.
وفي آخر جلستين، رفضت المحكمة طلبات خطيبة خاشقجي، “خديجة جنكيز”، بقبول تقرير المخابرات الأمريكية الذي رفعت عنه السرية، والذي نُشر في وقت مبكر من هذا العام، وحمل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مسؤولية الموافقة على مقتل خاشقجي.
ففي كلتا الجلستين، ذكر القاضي أن التقرير “لن يجلب أي شيء للمحاكمة”، وقيل لجنكيز أن تأخذ الطلب مباشرة إلى المدعي العام في اسطنبول.
ففي القضية، التي بدأت في 3 يوليو 2020، كان هناك 26 متهمًا قيد المحاكمة غيابياً – جميعهم سعوديون. وحتى الآن، استمعت المحكمة إلى شهادات العديد من الشهود، بما في ذلك ثلاثة موظفين أتراك في القنصلية السعودية حيث قُتل خاشقجي في 2 أكتوبر 2018.
وقال ممثل “مراسلون بلا حدود” في تركيا، “إيرول أوندير أوغلو”: “باعتبارها منظمة غير حكومية راقبت هذه الإجراءات باستمرار منذ البداية، تنظر “مراسلون بلا حدود” في الإجراءات الجارية على أنها خطوة إيجابية من قبل القضاء التركي. ومع ذلك، فإن حقيقة أن النيابة العامة والمحكمة لم يلاحقا بعد أي آثار محتملة لربط جريمة القتل بولي العهد السعودي، أمر مقلق لآفاق تحقيق العدالة، ويدعو إلى التساؤل عما إذا كان القضاء التركي سيكون بالفعل قادرًا على ضمان العدالة”.
وبعد نشر تقرير المخابرات الأمريكية الذي رفعت عنه السرية عن مقتل خاشقجي، رفعت “مراسلون بلا حدود” شكوى جنائية في ألمانيا ضد محمد بن سلمان وأربعة مسؤولين سعوديين رفيعي المستوى بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال اضطهادهم الواسع النطاق والممنهج للصحفيين، بما في ذلك جمال خاشقجي.
وفي الثالث من الشهر الجاري، قال تقرير إن معهد “بروكينغز” وهو مركز أبحاث مقره واشنطن، عمل سراً مع مؤسسة سعودية مؤثرة قريبة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لمساعدة الرياض على صياغة سياسة عامة مُثلى في خضم الأزمة حول القتل الوحشي للصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وخلال أزمة الصحفي خاشقجي، التي فرضت ضغوطًا عالمية هائلة على ولي العهد السعودي، تبنت “بروكينغز” موقف بن سلمان المتهم بالإيعاز بمقتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول قبل 4 سنوات.