تبادلت كلٌ من قطر والبحرين الاتهامات في انتهاكات حقوق الإنسان بحق الشيعة والعمال المهاجرين وحقوق السجناء السياسيين.
فقد أدان الاتحاد البحريني لكرة القدم ما أسماه “إساءة استغلال” قطر للوافدين العاملين في مواقع بناء كأس العالم لكرة القدم 2022.
وأشار الاتحاد البحريني إلى تقارير صادرة عن جماعات حقوقية تتناول بالتفصيل الانتهاكات التي يتعرض لها العمال المهاجرون، سيما النتائج التي توصلت إليها منظمة العفو الدولية.
وجاء في بيان الاتحاد أن “التقارير والأرقام تؤكد أن الخطوات التي اتخذتها دولة قطر غير كافية لحماية حقوق العمال وتحسين أوضاعهم”، داعيُا إلى حماية العمالة الوافدة من الاستغلال في قطر.
وتزامن بيان الاتحاد مع بدء العد التنازلي لمدة عام وصولاً للحدث الرياضي المنتظر في قطر، والذي من المقرر أن يكون أول دولة في الشرق الأوسط تستضيف كأس العالم.
كما جاء في الوقت الذي تواصل فيه البحرين انتهاكاتها لحقوق الإنسان ضد المعارضين والسكان الشيعة في المملكة.
وكانت البحرين تنتقد قطر في الأشهر الأخيرة على الرغم من توقيع قمة “العلا” هذا العام، والذي شهد نهاية حصار دام ثلاث سنوات على الدوحة فرضته المنامة والرياض وأبوظبي في عام 2017.
وقال “ديفيد هاي”، المدير العام السابق لنادي “ليدز يونايتد” إن إدانة الاتحاد البحريني تعكس دوافع سياسية ودبلوماسية”.
يُشار إلى أن البحرين أصبحت تحت الأضواء العالمية منذ اندلاع انتفاضات عام 2011 خلال الربيع العربي على مستوى المنطقة. وبعد عقد من الزمان، تقول الجماعات الحقوقية إن البحرين ما زالت مستمرة في انتهاكاتها لحقوق الإنسان فيما يتعلق بحرية التعبير.
وكشفت التحقيقات الأخيرة التي أجرتها قناة “الجزيرة” أن ما لا يقل عن 607 أطفال في البحرين عانوا من سوء المعاملة والاستجواب القاسي الذي تم إجراؤه دون حضور والديهم أو محاميهم.
كما رفض تقرير حديث لـ”هيومن رايتس ووتش” إنكار الحكومة البحرينية لتهديدات بالاغتصاب والتعذيب الجسدي لأربعة صبية تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عامًا رهن الاحتجاز أواخر عام 2020.
ومن الحالات التي أثارت إدانة عالمية اعتقال لاعب منتخب البحرين السابق حكيم العريبي، الذي اعتقل في 2018 عن عمر يناهز 25 عامًا خلال شهر العسل في بانكوك بناءً على “إشعار أحمر” من الإنتربول من المنامة.
حيث فر العريبي من البحرين في عام 2014 بعد اتهامات بالتخريب خلال الربيع العربي وحُكم عليه غيابيًا بالسجن 10 سنوات. وقد نفى مرارًا هذه الاتهامات وأُطلق سراحه لاحقًا في عام 2019.
وتقول قطر: “من غير المناسب تمامًا للبحرين أن تُلقي محاضرة على أي دولة أخرى بشأن حقوق الإنسان”.
وتعرضت قطر لانتقادات عالمية منذ أن أصبحت أول دولة في الشرق الأوسط تفوز باستضافة كأس العالم في 2010.
وفي الآونة الأخيرة، كشف تقرير منظمة العمل الدولية “واحد كثير جدًا” أن نحو 50 عاملاً ماتوا في قطر وأن أكثر من 500 أصيبوا بجروح خطيرة، بينما أصيب 37600 بجروح خفيفة إلى متوسطة.