شدوى الصلاح
قال المستشار القضائي الإماراتي السابق محمد بن صقر، إن وفاة سلمان النجل الأكبر للمعتقل الإماراتي عبدالسلام درويش، كاشفة وفاضحة لسلوك حكام الإمارات الجبان في مواجهة أبناء الإمارات العزل الذين لا يملكون سوى كرامتهم وحريتهم ليدافعوا عنها.
وأضاف في حديثه مع الرأي الآخر، إلى أن وفاة سلمان، أمس بعيد عن أبيه المعتقل منذ 2012 في قضية الإمارات 94 والمحكوم بالسجن 10 سنوات، كاشفة لخسة النظام الإماراتي الذي يستقوا على النساء والأطفال ولا يجد حرج في المقابل في أن يمد يده للعدو الإسرائيلي.
وأشار صقر، إلى أن هذا النظام المتعجرف على الأطفال والضعفاء يكشف كل يوم مدى عجزه وقلة حيلته حينما يواجه هؤلاء الأبرياء بكل ما يملك من قوة، مستطردا: “فلا نامت أعين الجبناء الذين يستأسدون على الشعوب ويخضعون للأعداء الذين يذلونهم ويبتزوهم”.
وأوضح أن درويش وأسرته تعرضوا للانتهاكات بعد أن عانى من سجون الأمن والتعذيب ومهزلة المحاكمات الأمنية الموجهة، ثم في عام 2016 سحبت جنسية الأب، وكان الأبناء مع والدتهم في رحلة علاج لأمريكا فسحبت الجنسية كذلك من الأبناء.
وبين صقر، أن من ضمنهم سلمان وجميع أخوته، وتم إيقاف البعثة العلاجية عنهم، فتمزقت العائلة بين سجين ومنفي خارج وطنه، وشقيقة لهم حبست داخل وطنها بدون أوراق ثبوتية بعد سحب جنسيتها.
واستنكر استخدام الإمارات ورقة وقف العلاج وسحب الجنسية عن أبناء المعارضين والمعتقلين، مذكراً بوفاة نجل الإعلامي أحمد الشيبة النعيمي، المصاب بالشلل الدماغي، بعدما ظل بعيدا عن والده تسع سنوات، وهو مريض ويحتاج لأسرته ورعايتها.
وتابع: “وأمس توفي سلمان، وهو كذلك مريض ويحتاج للرعاية الصحية والقرب من والده وأسرته، ورغم ذلك أوقفت الإمارات علاجه وسحبت جنسيته بلا ذنب سوى أن والده معتقل رأي وسجين بلا جريمة”.
وأكد أن ذلك يكشف حقيقة أن النظام الإماراتي لا يعرف من الإنسانية سوى كذب يسوقه للإعلام، ولا يملك منه في الحقيقة ذرة، ولا يعرف الرحمة ولا التسامح إلا في لقطة تلفزيونية دعائية عابرة أو يد تمتد ليلتقط لها المصور صورة مخادعة عن إنسانيتهم المشوهة.
وذكر صقر، بوفاة آلاء الصديق ابنه المعتقل محمد عبد الرزاق الصديق، المحبوس ظلما، والتي توفيت في حادث سير في لندن في يونيو/حزيران الماضي، معدا ذلك دليلا على سلوك النظام الإماراتي في معاقبة الأسر عقوبة جماعية.
وأشار إلى أن النظام الإماراتي حبس الأب وعذبه وسحب جنسيته، ثم لحقت بالأسرة كل أنواع الانتهاكات من حرمان من أبسط الحقوق حتى سحب الجنسية والحرمان من الوطن.