غيّب الموت مساء الخميس، الكاتب والمترجم والناشر، ورئيس تحرير مجلة “الآداب” اللبنانية سماح إدريس.
وقد توفي سماح إدريس بعد أشهر قليلة من إعلان إصابته بالسرطان ومباشرته العلاج، حسب ما ذكرت مواقع إخبارية لبنانية محلية.
يُذكر أن سماح، وهو نجل مؤسس “دار الآداب” الراحل سهيل إدريس، له العديد من الكتب منها كتابان في النقد الأدبي، و4 روايات للناشئة، و11 قصة مصورة للأطفال.
وعلاوة على إصدارات الكتب، نشر سماح إدريس عشرات الدراسات والمقالات والكتب المترجمة. كما أنه عضو مؤسس في “حملة مقاطعة داعمي الكيان الإسرائيلي في لبنان” منذ العام 2002.
وعُرف إدريس بمواقفه المؤيدة للمقاومة اللبنانية والفلسطينية ودفاعه عنها في وجه “المطبعين” من دول وأنظمة عربية، ولم يتوقف عن ذلك حتى أثناء مرضه، وخلال فترة تلقيه العلاج.
وفي السياق، نعى الكثير من الأباء والشعراء والكتاب والصحفيين والسياسيين وفاة سماح على حساباتهم في “تويتر”.
فقد كتب أستاذ العلوم السياسية أسعد أبو خليل على “تويتر”: “مات سماح إدريس. لن ترثيه سفارة غربيّة ولن يموِّل طغاة الخليج مركزاً باسمه. لن يتسابق الساسة على رثائه ولن تصدر مؤسسات دولية بيانات أسف. لن تتسابق دكاكين المجتمع المدني على على عقد جلسات عنه. لا, سماح لم ينتمِ إلى ذلك العالم أبدا. سيرثيه أطفال المخيّمات بحرقة وهذا الأغلى عنده”.
كما كنتبت الصحفية اللبنانية غدي فرنسيس: “شكرًا #سماح_ادريس كنت فرداً، سدّ فراغ أحزاب وأفواج مؤللة من المزايدين ممتنون أبداً لصوتك، لقلمك، لنموذجك… والوفاء يكون بالاستمرارية، وبأن نضعك قدوة وتكون الصوت المنبّه داخل عقولنا بشكل يومي لا للتطبيع.. يوم رحلت،انضم ٧٠ كاتباً عالميا لسالي روني التي قاطعت الكيان. المقاطعة مقاومة”.
وغردت الإعلامية ملاك خالد: “أصدر #حزب_الله البيان التالي: فقدَ لبنان والعالم العربي المناضل والكاتب سماح إدريس، وخسرت القضيةُ الفلسطينيةُ برحيله ناصراً ومدافعاً صلباً، سخّر ثقافته وإنتاجه الأدبي دفاعاً عن فلسطين وحرية شعبها، وفي مواجهة كل أشكال التطبيع الثقافي والسياسي والاقتصادي على امتداد العالم العربي”.
وغرد حساب حملة المقاطعة: “ببالغ الحزن والأسى، تنعى إليكم حملة مقاطعة داعمي “إسرائيل” في #لبنان العضو المؤسس، الرفيق الأغلى، المثقف المشتبك والإنسان القضية، الدكتور سماح سهيل إدريس. (…) نعاهدك أن نظل على قدر ألم رحيلك، أشد التزاماً بإكمال المسيرة: لن نتخلى عن #فلسطين، …”.
وكتب الباحث في الشؤون الدولية حسام مطر: “وقف حيث أراد وقال الكلمة التي أراد، خاض معركته بشرف حتى النهاية باستقلالية وشراسة والتزام وحماسة وحب، لم يقربه جمود ولا عنجهية ولا كسل، مترفعا عن حسابات المادة والصورة.هكذا انتصر سماح إدريس مثال المثقف المناضل. يقال لا يموت المرء إلا حين يموت آخر من يحبه ولذلك سيعيش سماح طويلاً.”.
كما نعاه الإعلامي الفلسطيني عبد الباري عطوان بقوله: “فجعت كعربي وفلسطيني في وفاة المناضل الكبير سماح ادريس الذي سخر كل حياته لنصرة العدالة والمظلومين والقضايا العربية وعلى راسها قضية فلسطين ولم يساوم مطلقًا على قناعته بعدالتها والتحرير الكامل لترابها من النهر إلى البحر نعزي انفسنا وكل الشرفاء بوفاته فنحن أسرته الكبيرة والبقاء لله”.
كما نعته الشاعرة والأديبة الكويتية سعدية مفرح: “رحم الله #سماح_إدريس المثقف الثائر المقاوم للتطبيع بكل قواه وحتى آخر لحظة من حياته. لم يداهن كما فعل آخرون وفقاً لمصالحه كناشر مثلاً. بقى صامداً وثائراً ومخلصاً لمبادئه.. وحقيقياً. العزاء لأسرته وقرائه ومحبيه. إنا لله وإنا إليه راجعون.”
وكتب علي المطيري: “لا حول ولا قوة الا بالله ، رحم الله الاستاذ العزيز #سماح_ادريس ، خالص العزاء لأسرته و اصدقائه و محبيه ، استاذنا في حركة مقاطعة اسرائيل ، تعلمنا منه الكثير و الكثير .”
ونعاه المؤخ السوري ناصر الرباط بالقول: “فقدنا البارحة الرائع #سماح_إدريس الذي لم يهادن في قضاياه الكثيرة من فلسطين إلى لبنان وإلى العالم العربي برمته ثم إلى فقراء العالم ومضطهديه بمجملهم، والذي عاش حياة نضال حقيقية. ولكن سماح كان أيضاً صاحب مشروع نهضوي حقيقي في سبيل خدمة الكلمة العربية الحرة والمعاصرة والمعبرة”.
وكتب الشاعر الكويت متعب الشمري: “وفاة الكاتب اللبناني الدكتور #سماحإدريس رئيس تحرير #مجلةالآداب، وابن مؤسسها ومؤسس #دارالآداب العريقة الدكتور #سهيلإدريس.”.
حتى الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية كتبوا في رسالةٍ من قلب المعتقلات: “في صباحٍ غير عادي، حيث خبر الرحيل يغرز أنيابه في رهافة الحب والاحساس، فرحيل الصباح يحيله إلى غروب، تغرب روحك هناك يا سماح ونبقى نحن نستظل بفيئها وهي ترفرف وتملأ الفضاء، صباحٌ استثنائي حيث الخبر بفاجعة رحيلك حل مكان تفكرنا في التحرر والانعتاق، ولأن غيابك يفتك بقدرتنا ويسمرنا في محطات الزمن، ننظر من حولنا نتفقدك، نتذكرك فنحن لا زلنا نحتاج كلماتك، مواقفك المبدئية المنحازة، لازلنا في خضم المشوار يا سماح، لقد ارتحلت ووصلنا خبرك مع تسامي قطر ات الندى، مع تساميها من على أشباك السجن وقد تسامت معها وتسللت أحاسيسنا المجروحة، ووجعنا الصارخ بفقدانك علنا نُهون على أنفسنا قليلاً وعسانا نسمعك صرختنا الأخيرة، أنت الذي اعتدت الانتماء لصوتنا وصرخاتنا، أو لعلنا نريد أن نودعك بهمس الصراخ”.
وجاء في رسالة الأسرى: “فكلماتنا حتماً ستصلك نحن القابعين في سجون الاستعمار الصهيوني، وكنا نودُ التحرر واللقاء بك، فكما ترى وكما علمتنا أن المشوار لا زال طويلاً، وأن قنديلنا لا زال يحتاج الكثير من الزيت، فلماذا بربك رحلت الآن؟!.. سماح نحن نعرفك أنك لا تغادر الجبل فأنت جبلٌ في مواقفك وخطواتك مرسومة بل محفورة في المشوار الطويل، فأنت عزيزنا ورفيقنا، رفيق نضال مرير، رفيق درب طويل، ولكنك رحلت وتركتنا بل رحلت عنا بجسدك وستبقى روحك الهاماً لنا وكلماتك ومواقفك نبراساً نستحضره ونحاوره ونحادثه ونحن نسير، سنبقى نمشي ونسير يا رفيقنا حتى نصل”.
وكتب حساب أبناء المخيمات في الجامعات الأردنية: “غادرنا أمس الكاتب والناقد اللبناني سماح إدريس الذي كانت وصيته قبل وفاته: “إذا تخلّينا عن فلسطين تخلّينا عن أنفسِنا”. ترأس إدريس هيئة تحرير مجلة الآدب البيروتية الورقيّة، وعضوٌ مؤسِّسٌ في حملة المقاطعة العالمية في لبنان منذ العام 2002. لك الرحمة، ولمحبيك وأهلك خالص العزاء .”.