قال حزب التجمع الوطني السعودي (ناس) إنه يراقب الاتهامات المتتالية للسعودية بالمسؤولية أو العلاقة بأحداث 11 سبتمبر 2001 أو أحداث إرهابية أخرى، مشيرًا إلى أنه “يرى بين السطور اتهامًا صريحًا أو مبطنًا للشعب وثقافته وهويته ودينه”.
وأكد الحزب، في بيان وصل موقع “الرأي الآخر”، أنه يتابع بقلق بالغ الحديث عن عقوبات قد تطال الشعب واقتصاد البلاد.
ودعا “التجمع” الإدارة الأمريكية إلى الكشف عن كل الوثائق المتعلقة بالحادثة، وتحديد المسؤولين الحقيقيين، والعقوبات على الأفراد المسؤولين أيًا كانت مناصبهم، “عوضاً عن إضافة مزيدٍ من الظلم على أبناء شعبنا الذين عانوا كثيرًا من سلطات بلادهم التي تستبد بكل شيء في البلاد وتحرمهم من التعبير عن آرائهم”.
وأشار الحزب إلى أنه “خلال العقود الماضية حصل كل ذلك الاستبداد بدعم أمريكي، وعانى شعبنا الكريم أيضًا من قمع شديد وسجون وتعذيب ومطاردة لكل من يعترض أو يطالب بتعزيز الحقوق والحريات أو يطالب بالإصلاح أو بالتأسيس للمسار الديموقراطي، وحصل قمع كل ذلك أيضًا بدعم أمريكي”.
وأضاف “وفي حرب السلطات وداعميها ضد كل حركات التغيير السلمي غذّى هذا القمع وعنف الحكومة الفكرة الخاطئة في التغيير بالعنف، فعانى شعبنا الكريم فوق ذلك من اتهامات تطالهم بالمسؤولية عن نتاج سلوك السلطات السعودية والأمريكية”.
وشدد على أن الشعب السعودي “يجب ألا يعاني من عقوبات محتملة لا علاقة له بها، وقد تزيد من بلاء الاستبداد السياسي والعنف الحكومي والإرهاق الاقتصادي الذي يعاني منه المواطنون”.
وذكّر الحزب أن الشعب السعودي “عاش مع هذه السلطات محروماً من أن يعترض على سياسات سلطات بلاده مهما كانت، في جو من السيطرة التامة للسلطة السياسة على كل المؤسسات بشكل مطلق”.
وتابع “فهي من يتحكم بشكل كامل في الإعلام والتعليم والخطاب الديني والثقافي والاقتصادي، وهي بذلك مسؤولة عن المخرجات والنتائج”.
ولفت إلى أن “السلطات تبرر أخطاءها عالميًا باتهام الشعب بالتشدد وبالتطرف لكي تنال الدعم العالمي للتحكم في الشعب ومصائره واقتصاده، ويجاريها-ظلمًا- في هذا الاتهام عدد من الجهات الإقليمية والعالمية”.
وأكد الحزب أن “الانخراط في رواية السلطات وتبريرها لأفعالها، وتنصلها من مسؤولياتها، وذلك باتهام الشعب أو ثقافته أو دينه بالتطرف أو الإرهاب، لهو ظلم إضافي على شعب مقموع، تمارس سلطاته الجرائم باسمه، وتسعى لتوجيهه واستغلاله في كل مضمار يضمن للسلطات البقاء في الحكم، دون أي مراعاة للمصالح الوطنية، أو أي اعتبارات إنسانية أخرى”.
وأشار الحزب إلى أن “هذا ما صرح به ولي العهد السعودي في إحدى مقابلاته مع صحيفة واشنطن بوست، حيث أقر أن السلطات قامت بنشر التشدد بناء على طلب الحلفاء”.
وحذّر حزب التجمع الوطني من “أي استمرار في ظلم هذا الشعب من السلطات السعودية المدعومة أمريكيًا”.
كما حذّر الولايات المتحدة الأمريكية من إلحاق مزيد من الظلم بحق الشعب السعودي.
وذكّر الحزب الولايات المتحدة بمسؤوليتها في دعم السلطات السعودية في قمعها وتجاوزاتها، وتوفير الغطاء الدائم لها، والمساهمة في التبرير لها باتهام الشعب وثقافته ودينه، لحماية حلفائها المستبدين بالحكم في السعودية.
ودعا “التجمع” إلى “التخلي عن دعم الاستبداد ودعم المسار الديمقراطي لشعب حان له أن ينال الحرية والحقوق الأساسية والعدالة وهي الأشياء التي كان غيابها أهم أسباب وجود حركات التطرف والعنف”.