قال رئيس الوزراء القطري الأسبق الشيخ حمد بن جاسم إن التراشق الذي يحدث على مواقع التواصل من قبل حسابات أغلبها يخضع للحكومات في الإمارات والسعودية والبحرين ما زال مستمرًا على الرغم من توقيع المصالحة الخليجية في قمة “العلا”.
وأضاف بن جاسم خلال مقابلةٍ مع “روسيا اليوم” أن تبريد المواقف بعد اتفاق العلا يحتاج إلى وقت.
وأشار إلى أن موضوع التراشق على السوشيال ميديا أنه قد يؤذي أي علاقة إيجابية أو سلبية ليس فقط على مستوى الدول الخليجية ولكن على المستوى العربي.
وأوضح: “لأنه قد أصبح هناك إعلام منافس للإعلام المرئي والمسموع أو الرسمي ولكن بشكل انفرادي”.
وأكد المسؤول القطري السابق أن الأحداث الحالية تؤكد أن “اتفاق العلا” في الرياض الذي عقد في يناير الماضي وانتهت فيه الأزمة الخليجية، أبعد من كونه مصالحة سعودية قطرية.
وقال حمد بن جاسم إن “هناك جيوش كما نعلم من هذا النوع من الإعلام ـ يقصد الذباب الإلكتروني ـ تحتاج إلى نوع من الانضباط. ومثل ما نقول إرجاع الجني إلى القمقم. لذا يجب الحذر من السوشيال ميديا والجهات التي تتبنى أجندات خاصة وتريد تأجيج الوضع.”
وعن التحولات في بعض بلدان المنطقة والتي تشمل دول الخليج، قال بن جاسم “إننا نحتاج إلى إعادة تقييم مواقفنا واستراتيجيتنا بعد انحسار الدور الأمريكي في المنطقة”.
وأوضح أن هذه التقييم سيحتاج إلى علاقات إيجابية في المحيط الخليجي. سواء مع إيران أو باكستان والهند وكذلك تركيا.
وكشف المسؤول القطري السابق، عن قراءته للتحولات الاستراتيجية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وما نتج عنها من مصالحات وتجاذبات ما زالت تلقي بظلالها على المنطقة.
وأوضح حمد بن جاسم أن الإيجابية الجديدة بعد اتفاق العلا تحتاج إلى وقت وتدرج، وذلك للوصول إلى مرحلة يستطيع “أن يكون الجميع فيها مرتاح على أن العلاقات تبنى على اساس مستمر وليست شكلية.” حسب وصفه.
وشدد على أنه يعتقد أن دول الخليج تجاوزت القطيعة وهناك تفاهمات جارية لتطوير العلاقة بين هذه الدول المتصالحة.
واستنكر الشيخ بن جاسم موقف الدول المطبعة مع الكيان الإسرائيلي، متسائلاً: “الإسرائيليون لديهم أهداف.. فهل العرب لديهم أهداف في المقابل؟”
وتساءل بن جاسم: ”ألا يوجد خطة لهذا التطبيع ألا يوجد بعض المطالب العربية؟ ألا يوجد أراضٍ محتلة؟ ألا يوجد قرارات دولية؟.”
وأكد على أنه لو وضعت الدول العربية بعض هذه الشرط مقابل التطبيع “لحصلنا على نتائج إيجابية في عملية السلام وحصلنا على استقرار بالمنطقة.”