قالت الكاتبة والمحللة الأمريكية “بيس ليفين” إن جاريد كوشنر المستشار الأمريكي لرئيس البيت الأبيض السابق يجني الآن من السعودية ثمار ما قدّمه من تغطية وستار للنظام الملكي السعودي في اغتيال الصحفي خاشقجي بوحشية.
وأوضحت الكاتبة في مقالٍ لها على موقع “”فانيتي فير” التحليلي إن كوشنر كان يُجيد استرضاء المستبدين السعوديين ويبرر انتهاكاتهم الشنيعة لحقوق الإنسان.
وأضافت أنه كان من أشد المعجبين بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي ورد أن صهر الرئيس آنذاك كان يرسل رسائل نصية بانتظام عبر WhatsApp لبن سلمان ودافع عنه بصوت عالٍ على الرغم من أن وكالات المخابرات الأمريكية قررت أن الأمير قد وافق على قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
ووفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، حث كوشنر دونالد ترامب على “الوقوف إلى جانب الأمير” وقال إن جريمة القتل بمنشار العظام ستتلاشى قريبًا.
وأشارت الكاتبة إلى أنه في خطوة أثارت دهشة الدبلوماسيين والمستثمرين ومراقبي الأخلاقيات، يحاول كوشنر جمع الأموال من دول الخليج العربي من أجل شركة استثمارية جديدة أسسها.
وذكرت أن قطر، التي رأى قادتها في كوشنر على أنه خصم في الإدارة، ورفض الاستثمار في شركته، حسبما قال شخص مطلع على تلك المحادثات. وكذلك فعلت صناديق الثروة السيادية الإماراتية الرئيسية؛ حيث رأى الحكام الإماراتيون في كوشنر على أنه حليف لكنهم شككوا في سجله الحافل في مجال الأعمال، وفقًا لما ذكره شخص مطلع على المناقشات.
أما السعوديون فبدوا مهتمون أكثر، وفقًا لأربعة أشخاص تم إطلاعهم على مفاوضاتهم المستمرة، حيث قال اثنان من هؤلاء الأشخاص إن صندوق الاستثمار العام للمملكة البالغ 450 مليار دولار يتفاوض مع كوشنر بشأن ما يمكن أن يكون استثمارًا كبيرًا في شركته الجديدة، ووفقًا لشخص مطلع على خطط الشركة، يأمل كوشنر في جمع الأموال مبلغ بمليارات الدولارات بحلول أوائل العام المقبل.
وفي الأشهر الثلاثة الأولى بعد تولي ترامب لمنصبه، عازم كوشنر على بروتوكول لتنظيم وجبة خاصة مع الرئيس في البيت الأبيض للأمير محمد – بتنسيق مخصص عادة لرؤساء الدول – على الرغم من أن الأمير لم يفعل ذلك بعد تم تعيينه خلفًا للعرش الذي احتله والده الملك سلمان.
وفي ذلك الربيع، وبعد بضعة أشهر فقط، دفع كوشنر بنجاح والد زوجته للقيام بأول رحلة دولية له لحضور قمة في الرياض، حيث تم تصوير الرئيس وهو يشارك في رقصة العرضة التراثية في السعودية، وفي نفس الوقت تقريبًا، ساعد كوشنر شخصيًا في التفاوض على اتفاقية مدتها 10 سنوات للمملكة لشراء أكثر من 110 مليارات دولار من الأسلحة الأمريكية.
وبعد مقتل خاشقجي، دافع كوشنر عن الأمير بن سلمان داخل البيت الأبيض، على الرغم من التقارير الاستخباراتية التي تظهر تورطه في خطة إعدام الصحفي.
وفي خطوة فُسرت على نطاق واسع على أنها محاولة لحماية الأمير، أبقى ترامب تلك التقارير سرية طوال فترة ولايته. وقد كشف الرئيس جو بايدن عنهما هذا العام، الذي وصف المملكة بأنها “منبوذة” وتبنى نهجًا أكثر برودة تجاه المملكة من سلفه.