شدوى الصلاح
قال المعارض السعودي محمد العمري، إن زيارة ولي العهد محمد بن سلمان، المرتقبة إلى قطر، ضمن جولة خليجية مقرر أن تستمر 5 أيام، بدأها اليوم الإثنين 6 ديسمبر/كانون الأول 2021، تأتي تتويجا لعام من المصالحة الخليجية في 5 يناير/كانون الثاني 2020.
وأضاف في حديثه مع الرأي الآخر، أن الزيارة تعد إعادة تأهيل إيجابي للحكومة السعودية وولي العهد من قبل قطر للتعامل مع الخليج الآن بشكل طبيعي وودي بعيدا عن العدائية التي كانت قائمة إبان أزمة حصار قطر يونيو/حزيران 2017، واستعداء سلطنة عمان والكويت.
وتابع العمري: “يبدو أن بن سلمان تفهم أنه يمكنه الاستفادة من القطريين أكثر من الإماراتيين وبناء عليه يمكن أن نشاهد مشاريع اقتصادية و تنموية قد تستفيد منها السعودية خاصة أن الإمارات أصبحت في عداء واضح مع السعودية على المستوى الاقتصادي”.
ورأى أن الزيارة أيضا تحمل دلالة أن بن سلمان رغم أن شخصيته تصادمية إلا أنه ضعيفة سياسيا، وليس له علاقة في قيادة الدولة، وعلى الدول الأخرى أن تتعامل معه بشكل من الاحتواء والحكمة بسبب عدم وجود أي مراكز قرار داخل السعودية.
وأشار العمري، إلى أن بن سلمان إذا حُصر وتم استعداءه يكون عدائي، لافتا إلى أن السياسة القطرية قائمة على احتواءه لأقصى حد واتباع سياسة تحميد أي صراعات في المستقبل، رغم وجود مناوشات من قبل الصحفيين السعوديين والذباب الإلكتروني السعودي.
ولفت إلى أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، زار السعودية عدة مرات خلال هذا العام ومن الطبيعي حسب البروتوكولات أن تتم الزيارة المماثلة من قبل الملك سلمان، ولكن كون بن سلمان الرئيس الفعلي للسعودية فهو من يقوم بالزيارة.
وأوضح العمري، أن السياسة القطرية استطاعت إنقاذ بن سلمان والحكومة السعودية من أزمات كثيرة، واستطاعت أن تبرد العلاقة بين تركيا والسعودية، وهذا يعتبر منجز كبير عجزت السعودية عن تحقيقه.
وأكد أن الخلافات بين قطر والسعودية طبيعية وتحدث بين الدول وبعضها، لكن تضخيمها أضعف الحكومة السعودية وأدخل البلاد في الحرب الإعلامية مع منظومة الإعلام القطري، التي ترنح أمامها الإعلام السعودي وانهزم خلالها انهزام شديد.
وأشار العمري، إلى أن السعودية عندما تحسنت علاقتها مع قطر إثر المصالحة في القمة الخليجية الـ41 في مدينة العلا شمال غربي السعودية العام الماضي، اقتطعت جزء من أراضيها ونفذت اتفاقيات الحدود وإعادة الترسيم وتنازلت عن بعض المساحات لدولة قطر.
وعد ذلك إنجاز كبير بالنسبة للدوحة، لكنه أثر على نفسية بن سلمان وأمراء السعودية، رغم أنه نوع من رد الجميل لقطر التي استطاعت تقريب وجهات النظر بين السعودية وتركيا من جهة والسعودية وإيران من جهة أخرى، وغيرها من الملفات الأخرى العالقة في المنطقة.
ولفت المعارض السعودي، إلى أن الحكومة القطرية كان لها دور كبير في إنقاذ الحكومة السعودية من أزمات لم يكن لها داعي، وسياسات عجزت عن الوصول لأي فائدة، ورطت فيها الإمارات بن سلمان بالمخالفة لمصالح السعودية العليا، كحرب اليمن والتدخل في ليبيا.
وأضاف أن السعودية خرجت من كل هذه الملفات خاسرة، قائلا إن قربها الآن من قطر وفر لها وسادة تخفف عليها الصدمات لإخراجها من هذا المستنقع الذي ورط فيها بن سلمان البلاد بعلاقاته مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.
وعن احتمالية أن يلتقي بن سلمان برئيس تركيا رجب طيب أردوغان في قطر، بسبب تزامن زيارتهما، قال العمري، إن قطر قد تكون نجحت في إعادة تأهيل بن سلمان للدخول في عالم السياسة كرجل أهدى قليلا وممكن أن تؤثر عليه كما كان يؤثر عليه بن زايد سلبيا.