قال مسؤولون أميركيون وسعوديون إن السعودية تنفد من الذخيرة التي تستخدمها للدفاع ضد الهجمات الأسبوعية بطائرات بدون طيار والصواريخ على مملكتها وتناشد الولايات المتحدة وحلفائها في الخليج والأوروبيين على وجه السرعة إعادة الإمداد.
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين أميركيين وسعوديين إن السعودية تعرضت على مدى الأشهر العديدة الماضية لهجوم بما يقرب من 12 صاروخا باليستيًا وضربات بطائرات بدون طيار شنها المتمردون الحوثيون المتمركزون في اليمن كل أسبوع، فيما نجح الجيش السعودي في صد معظم وابل الصواريخ من خلال نظام صواريخ باتريوت سطح – جو، لكن ترسانته من الصواريخ الاعتراضية – الصواريخ المستخدمة لإسقاط الأسلحة المحمولة جواً – تراجعت بشكل خطير، كما قال هؤلاء المسؤولون.
في غضون ذلك، أعاد الجيش الأمريكي نشر الكثير من الأسلحة الأمريكية التي دافعت عن القوات الأمريكية وقدمت الأمن للسعودية، كجزء من تحول إدارة بايدن عن الشرق الأوسط لمواجهة الصين.
وبينما يبدو أن المسؤولين الأمريكيين مستعدين للموافقة رسميًا على الطلب السعودي، فإن الموقف يثير قلق المسؤولين في الرياض من أنه بدون وجود مخزون كافٍ من صواريخ باتريوت الاعتراضية، يمكن أن تؤدي الهجمات المستمرة إلى خسائر كبيرة في الأرواح أو إلحاق أضرار بالبنية التحتية النفطية الحيوية.
وبحسب الصحيفة، اختبر نداء الحكومة السعودية التزام الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط وخاصة تجاه الرياض، حيث حاولت إدارة بايدن إعادة تشكيل العلاقة حول مجموعة من القضايا بما في ذلك حقوق الإنسان والحرب التي تقودها السعودية في اليمن ومقتل الصحفي جمال خاشقجي على يد نشطاء سعوديين في القنصلية السعودية في اسطنبول.
وفي أحد مؤشرات التوتر، ألغيت فجأة زيارة وزير الدفاع لويد أوستن إلى الرياض في سبتمبر. وقال للصحفيين في وقت لاحق إن المملكة ألغت الزيارة بسبب مشاكل تتعلق بالجدول الزمني، فيما عاد الوزير الأمريكي إلى المنطقة الشهر الماضي لكنه لم يسافر إلى السعودية.
وهزم مجلس الشيوخ ليلة الثلاثاء بأغلبية 67 صوتًا مقابل 30 قرارًا يرفض بيعًا مقترحًا لـ 280 صاروخًا جو-جو للمملكة العربية السعودية، بعد اعتراضات الرئيس بايدن.
وقال مسؤول حكومي سعودي إن عدد الهجمات على المملكة زاد بشكل كبير. ضربت طائرات بدون طيار الأراضي السعودية 29 مرة الشهر الماضي و 25 مرة في أكتوبر، فيما تعرضت البلاد لـ 11 هجومًا صاروخيًا باليستيًا الشهر الماضي و 10 في أكتوبر. ويرجع ذلك بشكل كبير إلى فبراير 2020، عندما هوجمت السعودية ست مرات، خمس منها بالصواريخ الباليستية ومرة بطائرة بدون طيار، وفقًا للمسؤول.
وقال المبعوث الأمريكي الخاص لليمن تيموثي ليندركينغ في منتدى يوم الجمعة إن الحوثيين نفذوا نحو 375 هجوما عبر الحدود على السعودية في عام 2021.
واعترضت الدفاعات الجوية السعودية صاروخا باليستيا فوق الرياض يوم الاثنين. وقالت وزارة الدفاع إنها أحدثت شظايا في عدة أحياء سكنية لكنها لم تسبب أضرارا. أشارت مقاطع الفيديو عبر الإنترنت التي تظهر ومضات من الضوء إلى أن نظام باتريوت قد تم تشغيله.
وعلى الرغم من مخاوفهم بشأن سجل حقوق الإنسان في السعودية وقضايا أخرى، يعتقد المسؤولون الأمريكيون أن عليهم التزامًا بمساعدة المملكة الغنية بالنفط في الدفاع عن نفسها، خاصة وأن الولايات المتحدة تكافح مع ارتفاع أسعار النفط.
فقد ضرب هجوم معقد في عام 2019 منشآت نفطية تابعة لشركة أرامكو مملوكة للدولة، مما أجبر على تعليق بعض الإنتاج لفترة وجيزة. وهاجم الحوثيون ميناء نفطيا سعوديا كبيرا في مارس آذار لكن لم يتسببوا في أضرار.
وقال مسؤولون ومحللون إن المزيد من الصواريخ الاعتراضية لن تعالج مشكلة الميزانية طويلة المدى، حيث تكلف الصواريخ الاعتراضية حوالي مليون دولار للقطعة الواحدة، لكن الطائرات بدون طيار، التي وصفها الأشخاص المطلعون على أنها “جزازات العشب الطائرة بـ 100 ألف دولار”، صغيرة الحجم ومصنوعة ببساطة وغير مكلفة نسبيًا،.
وقال المسؤول السعودي: “الهجمات التي تشنها الطائرات المسلحة بدون طيار التي تشنها المليشيات الحوثية تشكل تهديداً أمنياً عالمياً جديداً نسبياً وتتطور وسائل التعامل معها”.
ولم يتم الإبلاغ سابقًا عن مخاوف السعودية بشأن وضعها الأمني وطلبها للحكومة الأمريكية.