أثار حذف حساب إخباري سعودي تغريدة بشأن الاستغفار موجة واسعة من السخرية وسط المعلقين السعوديين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكان حساب “خبر عاجل” على تويتر، الذي يتابعه أكثر من 8.3 مليون شخص، نشر تغريدة نقل فيها عن الديوان الملكي مطالبته جميع السعوديين بـ”الإكثار من التوبة والاستغفار والرجوع إلى الله” رغبة في نزول المطر، قبل أن يسارع إلى حذفها بعد موجة ردود ساخرة.
وقال الأمين العام لحزب التجمع الوطني المعارض: “حذفوا التغريدة الوحيدة التي كان الديوان الملكي السعودي يستغفر فيها”.
وأضاف “يبدو أن الاستغفار يخالف التوجهات العامة”
وقالت “فاطمة” معلقة على الخبر: “رجعوا مكبرات المساجد واقفلوا موسم الرياض وابعدوا الترفيه الفاحش ورجعوا الحياة زي قبل وبيتوب الله علينا ويغيثنا بإذن الله”.
وأرجع حساب باسم “كن حرًا” سبب حذف التغريدة إلى وجود آلاف التعليقات الساخرة عليها، وكتب: “الحذف بسبب ما يقارب من ١٢٠٠ اقتباس التغريدة من الضحك والطقطقة عليهم”.
أما حساب باسم “باور بيبول” فكتب: “مسخرة مالها حد.. شوي وينزلك إعلان حفله عشان تغفر له خطأه.. ماخذين الشريعة بالعكس”.
وقال “سامر” متهكمًا: “الحساب كان متهكر”، وأتبعه “زكريا” بقوله في نفس السياق: “الغريب إنه الخبر عاجل… ترى معروفة من ١٤٤٠ سنة”.
وأضاف “سناج” “كمية الردود الساخطة أجبرتهم على حذفها، الشعب نزع لباس الخوف وأصبح ينتقد بشكل صريح، وهذا يُنذر بمرحلة جديدة ستتغير فيها القرارات أو أصحابها”.
أما “طلال” فكتب: “طبعا خالف التوجيهات العامة! لأنهم يعتقدون “وفق نظامهم” أنه مغفور لهم وانتهى الأمر!!”.
وكتبت “العناد”: “حذفوها لأن أغلب التعليقات تهاجم تركي آل الشيخ وهيئة الترفيه”.
ورأت “جنوبية” أن حذف التغريدة بسبب “إن ما فيه أمل يتوبون، قالوا ما في داعي نضحك على الشعب بقصة التوبة والاستغفار.. لأن المعاصي تجري في دمهم”.
وقال “عمر”: “الاستغفار لا يريدونه معروض، لأنه ممكن يحرك بعضا منهم، والأغلب لا ضمير حي فيه، مع الإبرة التي تستخدم لموظفي قطاع الاستخبارات السعودية”.
ومنذ تعيين الملك سلمان بن عبدالعزيز نجله محمد في ولاية العهد، اتخذ سلسلة من القرارات التي تحد من تأثير الدعاة على المجتمع، واعتقل المئات منهم، وفصل العشرات من أعمالهم.
كما أوقف بن سلمان عمل “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” بشكل شبه كلي، مقابل السماح لـ”هيئة الترفيه” بتنظيم فعاليات اعتُبرت خروجًا عن عادات المجتمع المحافظ.
وفي مايو/ أيار الماضي، منعت السلطات السعودية استخدام مكبرات الصوت في المساجد وأمرت بخفض صوت الأذان، الذي يتردد صداه في جميع أنحاء المملكة خمس مرات في اليوم، بمقدار الثلثين.
وفي يوليو/ تموز الماضي، سمحت السلطات للمتاجر والمطاعم وغيرها من المؤسسات بالبقاء مفتوحة أثناء وقت الصلاة.
وسبق ذلك إلغاء الفصل بين الجنسين في المطاعم، وغيرها من القرارات المشابهة.
وتتهم مؤسسات حقوقية دولية ولي العهد السعودية بترويج إصلاحات اجتماعية واقتصادية للتغطية على القمع السياسي الذي يمارسه بحق معارضيه.