فرض المدعون العامون في جنيف غرامة على بنك سويسري لفشله في تنبيه سلطات غسيل الأموال بشأن جزء من أكثر من 100 مليون دولار دفعتها السعودية كـ”رشوة” إلى الملك الإسباني السابق خوان كارلوس وعشيقته السابقة.
وقال مكتب المدعي العام في جنيف، في بيان يوم الإثنين، إنه أسقط جزئيًا تحقيقًا تم فتحه قبل ثلاث سنوات مع خمسة أشخاص بتهمة غسل الأموال، بينما قرر أن بنك ميرابود فشل في التواصل بشكل صحيح مع مكتب غسيل الأموال السويسري.
وتم إجراء التحقيق السويسري بعد تقارير في وسائل الإعلام الإسبانية حول مدفوعات غير قانونية محتملة تعود بالفائدة على الملك في منح عقود عامة لشركات إسبانية، وهي أموال كان من الممكن إخفاؤها في البنوك السويسرية.
ويشتبه في أن بعض هذه المدفوعات مرتبطة بعمولات على مشروع قطار فائق السرعة من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة في السعودية.
ولم يكن خوان كارلوس، 83 عامًا، من بين الخمسة الذين تم التحقيق معهم في هذا التحقيق.
وقال مكتب المدعي العام إن المحققين وجدوا أن خوان كارلوس تلقى في الأول من أغسطس آب 2008 – قبل تنحيه عن منصب الملك – من خلال مؤسسة تعرف باسم لوكوم مبلغ 100 مليون دولار من وزارة المالية السعودية.
كما ظهرت ملايين أخرى تلقاها الملك أو عشيقته السابقة كورينا لارسن، وهي سيدة أعمال دنماركية ألمانية.
وقالت لارسن، التي تعرف عن نفسها على أنها كورينا زو ساين فيتجنشتاين: “كانت براءتي واضحة في البداية، وساعدت هذه الحلقة في إلحاق الأذى بي بشكل أكبر كجزء من حملة الإساءة المستمرة ضدي من قبل مصالح إسبانية معينة”.
وقال مكتب المدعي العام إن استخدام مؤسسة لتلقي الأموال “أظهر رغبة” في إخفاء تلك الأموال، لكن “التحقيق مع ذلك لم يثبت بشكل كافٍ أي صلة بين المبلغ المستلم من السعودية وإبرام عقود بناء القطار فائق السرعة “.
وأمرت ميرابو بدفع غرامة بالإضافة إلى الرسوم القانونية التي يبلغ مجموعها 200000 فرنك سويسري (217000 دولار) لفشلها في تنبيه مكتب غسيل الأموال بشأن حساب لارسن الشخصي.
وقال البنك في بيان إن القرار “بمثابة تبرئة صريحة تؤكد عدم ارتكاب البنك أي جريمة غسل أموال” و “يضع حدا للاتهامات التي لا أساس لها من الصحة الموجهة ضده”.
وقالت ميرابو إنها “تحيط علما” بالغرامة الإدارية، قائلة إنها مرتبطة “بخرق مزعوم للواجب” لإبلاغ مكتب غسيل الأموال السويسري عن صفقة واحدة حدثت قبل تسع سنوات ولم تكن مرتبطة بخوان كارلوس.
وما زال المدعون في المحكمة العليا الإسبانية يحققون في العمولات في عقد القطار فائق السرعة السعودي، والأموال للملك السابق في الضريبة واحتيال محتمل للسلطات الضريبية.
وأفادت تقارير أن خوان كارلوس يعيش في الإمارات منذ منتصف عام 2020، عندما انتشرت مزاعم بشأن فضائح مالية حوله وأحرجت العائلة المالكة.
وصعد ابنه، فيليبي السادس، إلى العرش الإسباني بعد تنازل خوان كارلوس عن العرش في عام 2014، ومنذ ذلك الحين نأى بنفسه عن والده.
وتقول وسائل إعلام إسبانية إن المبلغ تم دفعه على أمل إنهاء هذا التحقيق قبل أن يعود إلى المنزل، لكن المدعين يقولون إن التحقيق مستمر.
وتم تصنيف خوان كارلوس في المرتبة التاسعة بين أغنى أفراد العائلة المالكة في العالم من قبل مجلة CEOWorld Magazine، وقام فيليبي السادس بإزالته من رواتب القصر.