أثار غضب الناشطون على تويتر، إعلان مركز الخليج لحقوق الإنسان أنباء عن مقتل الفتاة القطرية نوف المعاضيد، التي كانت هاربة من العنف المنزلي وولاية الرجل إلى بريطانيا ثم عادت للدوحة مؤخرا، على يد أحد أفراد عائلتها مساء أمس الإثنين 13 أكتوبر/تشرين الأول 2021.
واستنكروا خلال مشاركتهم على وسمي #وين_نوف، و #نوف_المعاضيد، الانتهاكات الحقوقية والتعنيف الذي تتعرض له النساء في الوطن العربي، والذي يصل حد القتل، محذرين من أن نوف لم تكن الأولى وليست الأخيرة.
وحمل ناشطون الحكومة القطرية مسؤولية مقتل نوف، بعد وعودها بتوفير الحماية لها قبل عودتها من بريطانيا، ناشرين تغريداتها التي أشارت فيها إلى التهديدات التي تلقتها من أفراد أسرتها، وأخرى تعلن فيها ثقتها في أن أمير قطر تميم بن حمد هو القادر على حمايتها.
وكانت المعاضيد قد نشرت، في 6 أكتوبر/تشرين الأول 2021، على حسابها في إنستغرام مقطع فيديو سردت خلاله تفاصل عودتها إلى الدوحة في 30 سبتمبر/أيلول 2021، بعد هروبها من قطر إلى بريطانيا عبر أوكرانيا في 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2019.
وأفادت بأن العنف الذي تعرضت له من قبل عائلتها وفشل أجهزة الأمن القطرية في حمايتها، جعلها تقدم إلى بريطانيا طلبا للحصول على اللجوء السياسي، والذي تراجعت عنه قبل عودتها الأخيرة إلى بلدها.
مركز الخليج لحقوق الإنسان، أكد أن المعاضيد اختطفت، بعد صدور أوامر عليا إلى ضباط الشرطة الذين كانوا يرافقونها في فندقها، برفع حمايتهم لها وتسليمها إلى ذويها، رغم حصولها على وعود بالحماية قبل عودتها إلى قطر.
وكانت منظمة القسط لحقوق الإنسان قد أعربت في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2021، عن قلقها البالغ من اختفاء المعاضيد، داعية إلى ضرورة توفير الحماية اللازمة للنساء من العنف المنزلي، والوفاء بوعدها في توفير الحماية اللازمة للمعاضيد.
عضو المجلس التنفيذي لحزب التجمع الوطني لينا الهذلول، استنكرت مقتل نوف، وتساءلت إلى متى ستظل كل البلدان العربية جحيما للنساء، مشيرة إلى أن دولة قطر ليست استثناء.
وأدان عضو المجلس التنفيذي لحزب التجمع الوطني عبدالله الجريوي، مقتل نوف وعدم توفير السلطات القطرية الحماية لها في الوقت الذي تستعد فيه لاستضافة بطولة كأس العالم.
وأكد الأمين العام لمنظمة القسط لحقوق الإنسان نبهان الحنشي، أن الحكومات العربية طرفا أساسيا في العنف الموجهة ضد المرأة، مذكرا بأن المعاضيد عادت لقطر بعد طمأنت السلطات لها بحاميتها.
الرئيس التنفيذي لشبكة الأورو-متوسطية لحقوق الإنسان أنس الجرجاوي، أعرب عن صدمته من خبر مقتل نوف، محملا السلطات القطرية مسؤولية هذه الجريمة.
وأكد أن الأمن القطري كان يجب عليه توفير الحماية لها في فندقها، قائلا: “لم نكن نتخيل عندما كنا نتساءل وين نوف أن تكون الإجابة بهذا الحجم من الأسى والسوء”.
كما حملت الصحفية والناشطة الحقوقية مها حسيني، السلطات القطرية مسؤولية مقتل نوف، مؤكدة أن أسرتها ليست وحدها من قتلها.
فيما رأت المغردة خديجة، أن جميع البلدان العربية قاتلة للمرأة وإن كانت غنية، مشيرة إلى تواطؤ الحكومة القطرية التي تنادي دائما بحقوق الإنسان، في مقتل نوف.
ودعت خديجة إلى نشر ما حدث لنوف، ليرى العالم كيف لم تتمكن قطر من حماية فتاة في الوقت الذي تنظم فيه وتحمي كبرى منتخبات العالم في البطولات الرياضية.
مدير مركز “باك هوم” وائل الخالدي، أعاد نشر تغريدة لنوف قالت فيها إن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، هو وحده من يقدر على حمايتها من غدر أسرتها، مشيرا إلى رجعوها إلى قطر بعد تلقيها وعود بالحماية.
وقالت صاحبة حساب أُميم، إن واقعة مقتل نوف ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، إلا حينما ينتهي التسلط الذكوري في المجتمعات.
وطالبت صاحبة حساب مارني، بأخذ حق المغدور بها ومعاقبة من قتلها، لافتة إلى ما تعرضت له نوف من عنف قبل هروبها إلى بريطانيا، ووعود بالحماية لم تتحقق.