خرج مئات الآلاف من المتظاهرين في مسيرة إلى القصر الرئاسي في العاصمة السودانية الخرطوم، يوم الأحد، احتجاجا على الانقلاب العسكري الذي وقع في 25 أكتوبر/ تشرين الأول، وتعرضوا لوابل من الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية من قوات الأمن.
ووافق اندلاع الاحتجاجات الذكرى الثالثة للمظاهرات التي أدت إلى اندلاع انتفاضة شعبية أدت إلى الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير.
واستمرت الاحتجاجات ضد الانقلاب حتى بعد إعادة رئيس الوزراء الشهر الماضي، حيث طالب المتظاهرون بالحد من المشاركة العسكرية في الحكومة.
وتجمع المتظاهرون على بعد أقل من كيلومتر من القصر وهم يهتفون “الناس أقوى والتراجع مستحيل”، فيما اندفع البعض إلى الشوارع الجانبية لتفادي وابل الغاز المسيل للدموع.
وقال شهود إنهم انطلقوا بعد ذلك إلى القصر الرئاسي وواجهوا رشقات من الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، وتمكنوا من الوصول إلى بوابات القصر، على عكس المظاهرات السابقة الأخيرة، لكنهم واجهوا فيما بعد جولة جديدة من الغاز المسيل للدموع الثقيل.
وقال شهود إنه على الرغم من قيام قوات الأمن بإغلاق الجسور فوق نهر النيل المؤدية إلى العاصمة، فقد تمكن المحتجون من عبور جسر يربط بين مدينة أم درمان ووسط الخرطوم، لكنهم قوبلوا بغاز مسيل للدموع بكثافة.
وشاهد شهود محتجين يعبرون جسرا من بحري شمالي الخرطوم إلى العاصمة.
كما تم التخطيط لمظاهرات في مدن أخرى في جميع أنحاء البلاد، وأظهرت الصور التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي احتجاجات بدأت في مدن بما في ذلك ميناء والدين ومدني وكسلا.
وحذر رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، مساء السبت، في بيان من أن ثورة السودان تواجه انتكاسة كبيرة وأن التعنت السياسي من جميع الأطراف يهدد وحدة البلاد واستقرارها.
وأغلقت قوات الأمن الطرق الرئيسية المؤدية إلى المطار ومقر الجيش، وانتشرت بشكل مكثف مع الجيش المشترك وقوات الدعم السريع شبه العسكرية حول القصر الرئاسي.
وأغلق المتظاهرون الطرق حول المنطقة التي كان يجري فيها التجمع الأول، وكان بعضهم يحمل أعلامًا سودانية وصورًا لمتظاهرين قُتلوا في المظاهرات في الأشهر القليلة الماضية، فيما كان آخرون يوزعون أقنعة COVID-19 ويحملون نقالات تحسبا لإصابة متظاهرين.
وكانت هذه هي التاسعة في سلسلة من المظاهرات ضد انقلاب 25 أكتوبر التي استمرت حتى بعد أن أعاد الجيش حمدوك، الذي كان قيد الإقامة الجبرية في 21 نوفمبر، وأطلق سراحه ومعتقلين سياسيين بارزين آخرين.
وتقول اللجنة المركزية لأطباء السودان إن 45 شخصا قتلوا في حملات قمع ضد المتظاهرين منذ الانقلاب.
وتقاسم الحزبان السياسيان العسكري والمدني السلطة منذ إطاحة البشير، لكن الاتفاق الذي أعاد حمدوك إلى منصبه أثار غضب المتظاهرين الذين رأوه في السابق رمزا لمقاومة الحكم العسكري ونددوا باتفاقه مع الجيش باعتباره خيانة.
وتطالب الأحزاب المدنية ولجان مقاومة الأحياء التي نظمت عدة احتجاجات حاشدة بحكم مدني كامل تحت شعار “لا تفاوض ولا شراكة ولا شرعية”.
وقال شهود إن الناس وصلوا ليل السبت وفجر الأحد في قوافل حافلات من ولايات أخرى، بما في ذلك شمال كردفان والجزيرة، للانضمام إلى الاحتجاجات في الخرطوم.