كتب: د.حازم قشوع
نجح النموذج التعددي الأردني في تكوين كم من الأحزاب السياسية عملت على بناء حواضن عمل سياسي مناخات أصبحت ملائمة للعمل الحزبي عندما قامت بتأطير منابر للرأي من مشارب التعددية السياسية كما أخدت هذه الأحزاب بأداء دورها السياسي والاجتماعي في إطار أرضية عمل موحدة في الإطار العام ومتباينة في المسارات وتنوعت بالوسائل ، ولم يسجل لأي من هذه الأحزاب انحرافها عن المسار العام أو تعديها على الأطر الناظمة للحياة العامة ، حيث قامت الأحزاب الأردنية بدورها ضمن المحددات والأطر التي أتاحت لهذه الأحزاب الحركة الأفقية في تكوين ميزان المعادلة الذاتية للتعددية الأفقية منها والعمودية وذلك في الانتشار والاستقطاب وتفعيل منصات المشاركة عبر التفاعل والتفعيل .
واحسب أن العمل على توسيع الامتداد الأفقي للأحزاب والعلوي لمؤسساتها بحاجة إلى برنامج عمل يستجيب للإرادة السياسية بحيث يقوم على تفعيل مرامي رسالتها وتعزيز توجهاتها بهدف التمدد الأفقي والاستقطاب النوعي لكن ذلك كان دائما بحاجة إلى موارد بشرية مدربة وأخرى مالية ولوجستية تخدم أغراض تكوينها وبما يمكنها من توظيف طاقاتها في خدمة امتداداها الأفقي وتمكين رسالة وتقوية مجالات لاستقطابها النوعي تجاه القطاع الخاص حيث تأمل الأحزاب عبر ذلك من الحصول على مصادر داعمة تدعم تمكينها وترشيح مرشحيها في الانتخابات ، ولان الأحزاب تسعى على ردم الهوة بين صناعة القرار والمواطن فإنه يعول عليها في تفعيل هذه الاتجاهات بما يجعلها تقود المشهد العام وترسيم السياسات العامة وتحقق رؤية جلالة الملك تجاه تشكيل حكومات برلمانية حزبية .
وهذا ما بحاجة إلى برنامج عمل يقوم على تفعيل الأحزاب السياسية في الاتجاه الذاتي عن طريق بناء قدراتها المركزية وتطوير بناء هيكلتها الداخلية وبرامج عملها ، فان الأحزب كما هي بحاجة إلى كم أيضا هي أيضا بحاجة إلى نوعية مدربة تكون قادرة على تطوير رسالة الحزب وتنظيم كوادره وتفعيل أنشطته وتدعم مواردة اللوجستية والمالية وإدارة حملاته الانتخابية وتطوير وسائلة الإعلامية هذا إضافة إلى هيكلية إدارية ووصف وظيفي قادر على تفعيل دور الأعضاء ضمن خطوط عامة يرسمها المسار البنائي للمؤسسة الحزبية في إطار الخطة الاستراتيجية التي تقوم بتحويل على الحزبي من منظومة عمل تقوم على المنابر الحزبية إلى أخرى تجعل من الأحزاب رافعة سياسية وهذا ما يتم عبر تفعيل أداء المؤسسة الحزبية في الاتجاة الذاتي عبر ما يلى ؛
أولا : تطوير رسالة الحزب، وهذا يتاتي من خلال دراسة المناخ العام مع تحديد أولويات المرحلة وبوصلة الاتجاه حسب المقتضيات السياسية والسياسات والأليات المتاحة، ووضع التصورات لخطة الأنشطة حسب الإمكانات المتوفرة والمناخات السائدة ، فان رسالة الحزب لابد أن تحمل اثر مجتمعي وتأثير على فئة الاستهداف وهذا ما يجعل رسالة الحزب ومضمونها يحدد بقية العناصر الواردة في خطة التفعيل .
ثانيا : تدريب كوادر الحزب ، وهذا العامل غاية في الأهمية فكلما كانت كوادر الحزب مدربة كانت النتائج اكثر دقة والمنظومة الحزبية اكثر انضباط ، وهذا بحاجة إلى مختصين يعملون على بناء القدرات لمنتسبين الأحزاب والاهتمام بقيادات العمل الحزبي وبما يجعل قدرة القائمين على العمل الحزبي مبنية على قواعد صلبة وأسس متينة فان قيادة العمل في المؤسسة كلما كانت مدربة وحملت رسالة قامت بأداء فاعل وعملت ضمن أسس تستند للاحترافية والمهنية.
المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي “الرأي الآخر”