اكتشفت السلطات الأمنية اللبنانية تسعة ملايين حبة من مخدر “كبتاغون” داخل شحنة برتقال كانت في طريقها إلى الخليج، في أحدث سلسلة ضبط إقليمي للعقار.
ويعتبر الكبتاغون، وهو مزيج من الأمفيتامينات، عقارًا شائعًا في الشرق الأوسط، وبين عامي 2015 و2019 ، تم ضبط 44 في المائة من مضبوطات الكابتاغون في العالم بمنطقة الشرق الأوسط، وفقًا لبيانات من مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة.
وقال وزير الداخلية اللبناني بسام المولوي بعد تفقد الشحنة في مرفأ بيروت: “نريد أن نوجه رسالة إلى العالم العربي حول جديتنا وعملنا لإحباط الشر وعدم إيذاء شقيقنا العربي”.
وكشفت شرطة دبي الأسبوع الماضي عن حبوب كبتاغون بقيمة 15.8 مليون دولار مخبأة داخل شحنة من الليمون.
والحبوب، التي عادة ما يتم تهريبها في صناديق الرمان، تحظى بشعبية كبيرة في السعودية، أكبر سوق استهلاكي للاستخدام الترفيهي غير القانوني في المنطقة.
ويتم تصنيع المخدرات المنشطة في لبنان وسوريا.
وفي أبريل، تم العثور على أكثر من خمسة ملايين حبة من المخدر في ميناء جدة السعودي.
وفي أعقاب المصادرة، حظرت الرياض الواردات – بما في ذلك الفواكه والخضروات- من لبنان، الذي يواجه أزمة اقتصادية حادة، مما جعل المزارعين الذين يعيشون بالفعل في فقر أكثر فقرًا.
ويعتقد المحللون أن الحظر قد يدفع المزيد من الناس إلى تجارة الكبتاغون لعدم وجود بدائل.
وقالت كارولين روز الباحثة في معهد نيولاينز: “هناك الآن منافسة على استخدام الكبتاغون كمصدر بديل للإيرادات، ولا سيما في مواجهة العقوبات”.
وأضافت “لذلك، كلما ازداد الوضع سوءًا في الاقتصاد، زاد عدد اللاعبين الذين يرغبون في التحول إلى إنتاج الكابتاغون والتهريب كمصدر للدخل”.
وخلال اجتماع الشهر الماضي، حث قادة مجلس التعاون الخليجي السلطات اللبنانية على تشديد الرقابة على الحدود واتخاذ مبادرات لمنع التهريب إلى دول الخليج.
ووفقًا لتقرير ممول من الاتحاد الأوروبي صادر عن مركز التحليل والأبحاث العملياتية، فإن “صادرات الكبتاغون من سوريا بلغت قيمة سوقية لا تقل عن 3.46 مليار دولار” في عام 2020.
وكانت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية قالت إن السعودية أصبحت “سوقًا مربحًا لتجار المخدرات وظهرت كعاصمة لاستهلاك المخدرات في المنطقة”.
ويُبدي المجتمع السعودي قلقًا متزايدًا بشأن تأثير هذه العقاقير التي تسبب الإدمان على أجيالهم الشابة، ولاسيما أن 40٪ من مدمني المخدرات في المملكة يستخدمون الكبتاغون.
ويعتقد بعض الباحثين أن “الملل والقيود الاجتماعية” هي السبب الرئيسي لتعاطي المخدرات في السعودية.
فيما يتبنى آخرون وجهة نظر معاكسة تمامًا، إذ يقولون إن التغييرات الاجتماعية التي أقرها ولي العهد محمد بن سلمان، مثل الحفلات الموسيقية، تُسبب صدامًا ثقافيًا أدى لارتفاع معدل تعاطي المخدرات.
ويقول هؤلاء إن ابتعاد الشباب السعودي عن أسلوب الحياة الإسلامية والميل نحو الثقافة الغربية، التي تروج لتعاطي المخدرات و”آثارها الرائعة” في بعض جوانبها، سيزيد من تعاطي المخدرات.