بحث الرئيسان الأمريكي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين، مساء أمس ، الوضع العسكري المتوتر على حدود أوكرانيا، عبر اتصال هاتفي استغرق قرابة الـ 50 دقيقة.
وأفاد مسؤول بالبيت الأبيض، بأن الرئيس الأمريكي أبلغ بوتين أن نشر القوات الروسية على طول الحدود الأوكرانية أمر غير مقبول، مشيرًا إلى أن بايدن اقترح مسارا دبلوماسيا لتجنب التصعيد العسكري في أوكرانيا.
ولفت إلى أن الرئيس الأمريكي، أكد لنظيره الروسي أن الولايات المتحدة وحلفاءها سيكون ردهم حاسم في حال غزو موسكو لأوكرانيا.
كما قال مسؤول أمريكي رفيع المستوى، إن بايدن أوضح لبوتين أن إجراءات البيت الأبيض ستبنى حسب تصرفات موسكو خلال الفترة المقبلة، مؤكدًا أن الحوار بينهما اتسم بالجدية والموضوعية.
أما على الجانب الروسي، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن بوتين أبلغ نظيره الأمريكي أن “روسيا تريد نتائج وأنه من الخطأ الجسيم فرض عقوبات عليها”.
وأضاف أن “بوتين أكد قبل الاتصال أنه مقتنع بإمكانية إقامة حوار فعال مبني على الاحترام المتبادل ومراعاة المصالح القومية للبلدين”.
وأكد بيسكوف، أن “المفاوضات وحدها هي التي قد تحل المشكلات المتزايدة بيننا”، لافتًا إلى القمة التي جمعت بين الرئيسين في يونيو/حزيران الماضي بجنيف.
من جهته، أكد مساعد الرئيس الروسي للشؤون الدولية يوري أوشاكوف، أن بايدن أبلغ بوتين، خلال الاتصال الهاتفي، أن “الحرب النووية يجب ألا تبدأ لأنه لا يمكن الفوز بها”.
وجاءت المباحثات الهاتفية بناء على طلب من روسيا، التي تدعو الغرب إلى تقديم ضمانات أمنية وعدم التوسع شرقا.
جدير بالذكر، أن الرئيس الأمريكي كان قد هدد بوتين، خلال مكالمة هاتفية مطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري، بفرض عقوبات غير مسبوقة على روسيا في حال مهاجمة أوكرانيا.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بحث في وقت سابق، مع وزراء خارجية القارة الأوروبية التنسيق العسكري لصد أي هجوم روسي محتمل على كييف.
وأشار بلينكن، إلى أنهم قد اتفقوا على فرض عقوبات كبيرة ستكلف روسيا كثيرًا، إذا شنت هجوما على أوكرانيا.
أما موسكو، فترى أن أمنها يتطلب منع أي تدخل لحلف شمال الأطلسي شرقا، مع ضرورة وضع حد للنشاط العسكري للجناح الغربي في المحيط الروسي، معتبرة الدعم الأمريكي والأطلسي لأوكرانيا تهديد مباشر لأمنها.
وعلى الرغم من اجتياح موسكو لأوكرانيا في 2014 وضمها شبه جزيرة القرم، فهي تنفي أنها تشكل تهديدا للأخيرة، زاعمة أنها تريد حماية نفوذها من سيطرة الغربيين.
يشار إلى أنه ستنعقد محادثات أمريكية – روسية، في يناير/كانون الثاني المقبل في جنيف، وتضع موسكو على قائمة أولويتها التفاوض حول معاهدتين تعيدان التوازن العسكري والأمني على حدودها مع شرق أوروبا.
يذكر أن العلاقات بين الكرملين وحلف الأطلسي بقيادة واشنطن، تشهد مؤخرًا توترا بسبب زيادة التمركُز العسكري على الحدود مع روسيا بحجة حماية أوكرانيا من أي هجوم روسي محتمل، وذلك ما اعتبرته موسكو تهديدا لها.