بعد ثلاث أيام من لقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بوزير الحرب الصهيوني بيني غانتس في منزل الأخير، وتأكيده استمرار التنسيق الأمني وملاحقة المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، قصف الاحتلال الصهيوني عدة مواقع في قطاع غزة.
وشنت مقاتلات الاحتلال الصهيوني ومدفعياته، منذ مساء السبت وحتى صباح اليوم الأحد نحو 10 غارات على موقع يتبع كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة “حماس”، بدعوى الرد على إطلاق صاروخين من القطاع وسقوطهما في البحر قبالة شواطئ تل أبيب المحتلة.
وأغارت على نحو متكرر على موقع يطلق عليه اسم “القادسية”، غربي مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، كما قصفت مدفعية الاحتلال، نقطتي مراقبة، تستخدمهما المقاومة الفلسطينية في مراقبة الشريط الحدودي مع الكيان الصهيوني، شمالي قطاع غزة.
الأمر الذي أثار غضب الناشطون على تويتر، ودفعهم للتنديد بصمت الدول العربية على تجاوزات الاحتلال الصهيوني والتماهي معه، وتطبيع بعضها مع الكيان وخياناتها للقضية الفلسطينية بزعم أن التطبيع سبيل لإرساء السلام في فلسطين.
وحيوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسم #غزه_تحت_القصف، صمود غزة بوجه الآلة العسكرية الصهيونية واثنوا على دور المقاومة الفلسطينية، رابطين بين تكثيف الاحتلال قصفه على غزة وبين زيارة رئيس السلطة الفلسطينية لغانتس في منزله.
وتداول ناشطون صورا ومقاطع فيديو من القصف وتحدثوا عن بشاعة الاحتلال الصهيوني وما يعانيه أهالي غزة، فيما دعا آخرون للفلسطينيين بأن ينصرهم الله، مستنكرين خذلان المجتمع الدولي والعربي والإسلامي للفلسطينيين.
وبحسب تقرير لمركز “الميزان” لحقوق الإنسان، فقد استشهد 69 طفلًا وإصابة 708 آخرين في قطاع غزة خلال العام 2021، موضحا أن 21 من الشهداء الأطفال استشهدوا في محافظة شمال القطاع، و38 في محافظة غزة، و4 في دير البلح، ومثلهم في خانيونس وآخرين في رفح.
الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني ياسر الزعاترة، أشار إلى قول الاحتلال إنه استهدف مجمعات تصنيع صواريخ لحماس في قطاع غزة، ومواقع عسكرية، لافتا إلى أن هجمات كانت متوقّعة بعد إطلاق صاروخين صباح السبت وصلا “شاطئ غوش دان غرب تل أبيب.
وتوقع أيضا أن تكون #غزة_تحت_القصف بين حين وآخر، ما دامت مقاومتها ترفض الاستسلام، وتفضح مدمني العار ومحبي السهر مع “غانتس” ورجاله -في إشارة إلى زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى وزير الحرب الصهيوني بيني غانتس-.
وأشار الإعلامي القطري جابر الحرمي، إلى أن غزة لم تركع في السابق حتى تركع الآن لكنها تضحي لتمحيص الصفوف ، وفضح المزيد من عملاء الصهاينة في المجتمعات العربية، قائلا إن في كل عدوان صهيوني على غزة تسقط أقنعة متصهينين عرب.
أستاذ العلوم السياسية الكويتي عبدالله الشايجي، أوضح أن كثير من شعوب العالم احتفلت باستقبال العام 2022 بإطلاق الألعاب النارية، إلا المحتل الصهيوني احتفل بعدوان مسلح بمقاتلات أطلقت عشرة صواريخ وقصف دبابات.
ونشر الكاتب الفلسطيني رضوان الأخرس، مقطع فيديو للقصف، قائلا: “هذا ما يفعله الاحتلال الآن في قطاع غزة مع بداية العام الجديد!!”.
ودعت الناشطة الحقوقية السعودية الدكتورة حصة الماضي، الله بأن يلطف بأهل غزة الذين خذلهم حكام العرب ويواجهون العدو المحتل.
وأكدت الناشطة الحقوقية الدكتورة سعاد جبر، أن غزة في الزمن الصعب ستبقى تقاوم ولا تساوم، وأن غزة في زمن الهرولة للتطبيع والتصهين، ستبقى عصية على العدوان الصهيوني الغاشم، وستبقى بوابة الأحرار.
ورأى الدكتور خالد عبيد العتيبي، أن استقبال غزة لعامها الجديد بالقصف والنار الحية، في الوقت الذي تحتفل فيه دول العالم وتستقبل العام الجديد بالألعاب النارية، يدل على عربدة الاحتلال الصهيوني الذي لم يجد من ينكر عليه، متسائلا: “كيف يطبع معه المطبعون؟!”.
عضو مجلس إدارة مركز الدراسات الإقليمية بفلسطين أيمن الرفاتي، قال إن ما بعد “سيف القُــدس” ليس كما قبلها، موضحا أن الأحداث الأخيرة تشير بما لا يدع مجالاً للشك أن المقاومة الفلسطينية صنعت معادلة صعبة مع الاحتلال، وفرضت عليه عدم تجاوز قواعد الاشتباك.