بعد أقل من 10 أشهر عن ما كشفته صحيفة بلومبيرغ الأميركية بشأن استعانة الإمارات بمتحدثي اللغة العبرية لجذب المستثمرين الصهاينة لشراء العقارات في دبي بعدما تهاوت أسعارها، أفاد رصد أجرته “فاليو سترات” للاستشارات العقارية، بأن متوسط أسعار العقارات في دبي ارتفع 17% خلال 2021، مسجلاً أكبر نمو في الأسعار خلال الـ7 سنوات الماضية.
وأوضح سترات، أن نتائج مؤشر أسعار العقارات السكنية في دبي، والذي أصدرته أمس السبت، أظهر حفاظ الفلل السكنية على تسجيل 25% زيادة في أسعارها شهرياً، طيلة العام الماضي، بينما سجلت أسعار الشقق نمواً شهرياً بلغ حوالي 1% خلال العام نفسه.
وفيما يخص أسعار الشقق في دبي، أفاد المؤشر بأنها سجلت نمواً بنسب متفاوتة على مدار 2021، وبلغت أقصى نسبة 8.8%، موضحا أن حجم مبيعات العقارات على مدار شهر ديسمبر/كانون الأول 2021، سجل ارتفاعاً 51.7%، مقارنة مع ديسمبر/كانون الأول 2020.
وتأتي هذه الأرقام بخلاف التوقعات المعلنة، إذ سبق أن قالت وكالة رويترز، إن درب الانتعاش أمام عقارات دبي الفاخرة طويل، رغم ما شهدته من إقبال في الأشهر القليلة الماضية من مشترين يستغلون انخفاض الأسعار إلى أدنى مستوياتها خلال 10 سنوات، فضلا عن التمويل السهل واقتصاد مفتوح رغم جائحة فيروس “كورونا”.
وأكدت الوكالة أن في ظل استمرار انخفاض الإيجارات وتخمة المعروض، فإن طريق التعافي سيكون طويلا لأحد محركات الاقتصاد الرئيسية للإمارة، مشيرة إلى تضرر اقتصاد دبي المعتمد على التجارة والسياحة وعلى سمعتها الدولية كمركز إقليمي لخدمات الأعمال، تضررا شديدا من جائحة (كوفيد-19) العام الماضي.
وأوضحت أن ذلك حصل بعد أن قلصت الشركات الوظائف، وغادر العديد من العاملين الأجانب الداعمين للطلب في قطاع العقارات الذي ساهم بنسبة 7.2% من الناتج المحلي الإجمالي في 2019.
وبحسب تقرير لصحيفة الشرق بلومبيرغ المعنية بتغطية أخبار المال والأعمال، فإن سيدة الأعمال الصهيونية التي تتخذ من تل أبيب مقراً لها ميري فاسيليفسكي- بينتو وجدت فرصتها في دبي بمجرد أن أعلنت الإمارات تطبيع علاقاتها مع الاحتلال الصهيوني في سبتمبر/أيلول 2020، وأسست شركة تلبي احتياجات العملاء.
وأضافت أن قصة فاسيليفسكي تقدم بارقة أمل لسوق العقارات الإماراتية، التي تحتاج لطوق نجاة، نظراً لوجود فائض من المباني الجديدة، وبفعل النزوح الجماعي لآلاف المغتربين الناجم عن تفشي فيروس كورونا، ما يجعل الأسعار الآن قريبة من أدنى مستوياتها المسجلة أواخر عام 2012.
وأشارت الصحيفة إلى أن آفاق الأعمال والاستثمار المستجدة بين الإمارات والاحتلال، لا يقتصر على القطاع العقاري غير أن موضع الترحيب الكبير بالمستثمرين الصهاينة قد تكون سوق العقارات في دبي، التي يُقدّر أن يصل حجمها إلى 130 مليار دولار بحلول عام 2023.
وأشارت إلى أنه مع زيارة حوالي 130 ألف صهيوني للإمارات منذ تطبيع العلاقات، فإن ذلك قد يُشكّل بالنسبة للشركات العقارية ضوءاً في آخر النفق.