تداول ناشطون على موقع تويتر، فيديو لإمام مسجد بن محفوظ، بجدة وهو يبلغ المصليين بقرار إغلاق المسجد، وبأنهم كانوا يصلون آخر صلاة لهم فيه قائلا: “في هذا اليوم طويت هذه الصفحة من صفحات الدنيا، لكنها لم تطو عند الله”.
ووصفوا عبر تغريداتهم على حسابتهم الشخصية، أن ما يحدث في جدة كارثة إنسانية بكل المقاييس، مشددين على أن السلطات السعودية وصلت إلى مرحلة متقدمة من الطغيان، وأن كل قرارات الهدم المتخذة تعسفية وعشوائية.
وتشن السلطات السعودية منذ أشهر حملات إخلاء لبعض الأحياء بالمملكة، مدعية أنها لإزالة المخالفات، وذلك بعد ما أعلنت في ديسمبر/كانون الأول الماضي، إقامة مشروع وسط جدة برعاية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بميزانية تقارب الـ500 مليار ريال.
رئيس حزب التجمع الوطني الدكتور عبدالله العودة، أكد دعم حزب التجمع لحق الأحياء الشعبية والأحياء المهددة بالهدم في جدة.
عضو حزب التجمع الوطني عبدالله الحارثي، قال إن مبالغ التثمين المقدرة للمنازل قليلة ولن تفي بمتطلبات السكن البديل، موضحا أن بعض هذه المنازل مساحتها الإجمالية لا تتجاوز 140 متر مربع.
ورأى نائب رئيس المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان عادل السعيد، أن إخلاء أحياء جدة وهدم المنازل قبل توفير المنازل البديلة للسكان، تعد عملية تهجير وجريمة بحق الإنسان.
فيما أوضحت الناشطة النسوية لينا الهذلول، أن المصليين أدوا صلاة الجمعة الأخيرة بمسجد بن محفوظ، بحي السبيل اليوم، وذلك قبل إزالته.
ونشر الناشط السياسي تركي الشلهوب، فيديو مبكي للمصلين بالمسجد في صلاة الجمعة الأخيرة لهم فيه قبل هدمه يودعون بعضهم بعضا، معلقا: “بن سلمان لم يبقِ حرمةً لشيء.. ألا يخاف أن ينزل الله به قارعة؟”.
وأشار إلى أن بن سلمان يهدم أحياء جدة بحجة إزالة العشوائيات والتطوير، في حين أنه لم يجد بديلًا لهؤلاء المساكين، ولم يعوضهم تعويضًا يمكنهم به إيجاد مسكن كريم أو مصدر رزق مجزي.
كما لفت الباحث في الفكر الإسلامي بالمركز الكندي للاستشارات مهنا الحبيل، إلى أن مايجري في جدة من عمليات هدم، دون خطة عمرانية واقتصادية عادلة تيسر للمهجرّين تعويضاً ومنازل معدة سلفاً ومرحلة انتقالية ضرورية للناس، جريمة تاريخية بحق المواطن والمقيم معاً وإبادة ثقافية لذاكرة الحجاز.
منظمة الديمقراطية الآن للعالم العربي (DAWN)، أكدت أن السلطات السعودية تشرد مليون شخص من منازلهم، فقط من أجل تطبيق رؤية أثبتت فشلها “رؤية المملكة 2030”.
وأشارت إلى أن بن سلمان في سبيل تحقيق رؤيته المزعومة، هجّر آلاف المواطنين من جدة دون أي حلول أو منازل بديلة.
كما قالت صفحة حقوق ضعوف، إن ما تشهده جدة من إزالة للأحياء هو أكبر عملية تشريد للسكان تشهدها المملكة، مضيفة أن عملية التهجير تمت دون إيجاد سكن بديل.