تداول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مؤثر لآخر صلاة جمعة في أحد مساجد جدة التي ستُهدم بسبب مشاريع ولي العهد محمد بن سلمان.
وظهر في الفيديو وداع مؤثر بين المصلين في المسجد بعد الصلاة، وسط تعالي أصوات البكاء على ما آل إليه حال المسجد.
وأوضح ناشطون أن المسجد المذكور هو “بن محفوظ” في حي السبيل، وهو من الأحياء التي ستُهدم بفعل مشاريع بن سلمان.
ونشر الأمين العام لحزب التجمع الوطني عبد الله العودة آية قرآنية مُعلقًا على الفيديو: “ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها”.
وأضاف “صلاة الجمعة 21 يناير 2022 قبل هدم المسجد لأجل تحقيق مشروع شخصي لولي العهد السعودي محمد بن سلمان”.
وكانت الحكومة السعودية، أعلنت في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، إقامة مشروع وسط جدة برعاية ولي العهد، بميزانية تقارب 500 مليار ريال، مدعية أن الإزالة انتصار على العشوائيات والجريمة.
وأظهرت مشاهد صادمة هدم السلطات أحياء كاملة في مدينة جدة بزعم أنها مناطق عشوائية.
وتبيّن الصور ومقاطع الفيديو التي نشرها ناشطون عمليات هدم جماعية واسعة نُفذت في أحياء بالمدينة، بعد قرارات حكومية بإخلائها.
وتسببت حملة الهدم في جدة بتشريد عشرات آلاف السعوديين، مع بقاء الكثيرين منهم دون مأوى.
وأفادت مصادر حقوقية أن عمليات الهدم شرّدت 7196 نسمة من حي ذهبان، و10906 من حي ثول، و7973 من حي النزهة، و9388 من حي مشرفة، و121590 من حي الجامعة، و44385 من حي الهنداوية.
وأوضحت المصادر أن هناك مناطق أخرى صغيرة سيتم هدمها بالكامل، منها الفاو، والمحاميد، والثغر، وذهبان، ومشرفة، وبني مالك، والقريات، والثعالبة، والشرفية.
ورغم أن عشرات الآلاف من سكان جدة أصبحوا بلا مأوى، إلا أن السلطات اكتفت بالقول إنها ستنظر في طلبات المتضررين وتدرس أحقيتهم.
وهذه ليست المرة الأولى التي تقوم بها حكومة محمد بن سلمان بتهجير المواطنين قسريًا من أماكن سكنهم.
ورحّلت حكومة بن سلمان سابقًا قبيلة الحويطات بحجة إنشاء مدينة نيوم، إحدى مشاريع ولي العهد السعودي المعرضة للفشل.
كما رحّلت السلطات مئات الأسر من مناطق أخرى في تبوك بحجة أنها مناطق عشوائية، أو لإقامة مشاريع عليها.
وندد سكان تلك الأحياء بتهجيرهم وعدم إعطائهم مهلة لإيجاد بدائل للسكن عوضًا عن بيوتهم التي تعرضت للإزالة.
وأكدوا ناشطون خلال مشاركتهم على وسم #هدم_جدة، أن الأحياء التي تعرضت للإزالة تعتبر تراثية، وكان يجب الحفاظ عليها كتراث حضاري، وليس هدمها لإقامة مشاريع استثمارية.
وتداول ناشطون، صورًا ومقاطع فيديو للأهالي بجانب بيوتهم المهدمة، تُظهر الظلم الواقع عليهم من خلال التهجير القسري وعدم تعويضهم عن منازلهم، لافتين إلى أن سكان تلك الأحياء هم مواطنين وليسوا وافدين كما يزعم البعض.