كتب: سري القدوة
كثيرا هي النداءات والاستغاثة بالمجتمع الدولي ممثلا في الأمم المتحدة ومؤسساتها والمطالبة بتحمل المسؤولية التي لا تصل اليهم وخاصة في ظل توسع إطار العنف الممنهج الذي تمارسه حكومة التطرف الإسرائيلي تجاه الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة في القدس وتلك الجريمة البشعة التي تم تنفيذها وارتكبتها قوات الاحتلال بهدم منزلين لعائلة صالحية في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة وسط إجراءات وحشية وعقوبات جماعية فرضتها على المنطقة .
يشكل هذا التصرف وتلك الممارسات المنافية لكل القيم والأخلاق والقانون الدولي جريمة حرب تتحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن تداعياتها الخطيرة كون ما حدث في الشيخ جراح يأتي في إطار الجرائم التي ترتكبها سلطات الاحتلال وميليشيات وعناصر المستوطنين في القدس بهدف استكمال أسرلتها وتهويدها وتغيير واقعها التاريخي والقانوني والديمغرافي القائم بما يخدم سلوك الاحتلال، من اجل فصل مدينة القدس عن محيطها الفلسطيني وربطها بالعمق الإسرائيلي، بشكل يتوافق مع استمرار عمليات التطهير العرقي وضرب مقومات الصمود الوطني والسعي لتهجير وتشريد أبناء القدس الأبطال .
وما يشهده حي الشيخ جراح من عمليات هدم وتشريد وترويع للمواطنين المقدسيين، يضع إدارة الرئيس بايدن والتزاماتها أمام المحك، وترجمة أقوالها إلى أفعال، ويتمثل ذلك بالضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي لوقف سياسة التطهير العرقي التي تنتهجها ضد الشعب الفلسطيني، وتجنيب المنطقة المزيد من التوتر والتصعيد .
ولا بد من الإدارة الأمريكية تحمل المسؤولية والتدخل لوقف هذه الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق أبناء الشعب الفلسطيني وتحديدا حي الشيخ جراح، والعمل على الإسراع بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لسياسة تمييز عنصري ووضع حد لهذا التصعيد الحاصل في المدينة المقدسة، من هدم المنازل وإجبار المواطنين على هدم منازلهم بأنفسهم وتوزيع المزيد من الإخطارات بالهدم خاصة في سلوان والشيخ جراح، أو التصعيد الحاصل في اقتحامات المسجد الأقصى المبارك، أو إغراق القدس ومحيطها بمدن وإحياء استيطانية ضخمة من شأنها فصل البلدات الفلسطينية بعضها عن بعض وتحويلها إلى جزر معزولة تغرق في محيط استيطاني كبير، إضافة للعقوبات الجماعية وعمليات القمع والتنكيل التي تمارسها قوات الاحتلال ضد المواطنين المقدسيين وإبعاد الآلاف منهم إلى خارج المدينة .
حكومة الاحتلال العنصرية الإسرائيلية تتحمل المسؤولية الكاملة عن مسلسل الجرائم المتواصلة بحق القدس والمقدسيين وممتلكاتهم ومقدساتهم، وتلك المخططات الهادفة الي ضم الضفة الغربية وممارسة ابشع عمليات العدوان الغاشم وما ينتج عنه من تداعيات ومواقف خطيرة باتت تفرض نفسها على فرصة تطبيق مبدأ حل الدولتين وتعيق اي تقدم لعملية التسوية في المنطقة، وبات من الواضح ان دولة الاحتلال تعمل على تقويض وتخريب أية فرصة سانحة لإطلاق عملية سلام ومفاوضات حقيقية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي .
أن هذا المسلسل يضعنا أمام مرحلة خطيرة وتداعيات ستكون كارثية إذا ما أقدمت دولة الاحتلال وأذرعها المختلفة على هدم المزيد من المنازل في حي الشيخ جراح وفرض السيطرة عليها وتسريبها للجمعيات الاستيطانية المتطرفة، ولذلك لا بد من المجتمع الدولي وتحديدا الإدارة الأمريكية الوفاء بالتزاماتها وتعهداتها التي أعلنت عنها تجاه المواطنين الفلسطينيين المدنيين العزل، وتجاه منازل حي الشيخ جراح والقدس عامة، وفي مقدمتها سرعة إعادة فتح القنصلية الأميركية وتوفير الحماية للمقدسيين ومنازلهم وأرضهم ومقدساتهم، والضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف الاستعمار الاستيطاني في القدس .
المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي “الرأي الآخر”