شكلت هجمات الحوثيين على مطار أبو ظبي الدولي ومنشآت أخرى في الإمارات “نقطة تحول” جديدة في مسار الحرب اليمنية- التي توشك على دخول عامها السابع، بحسب خبير سياسي.
وأعلنت جماعة الحوثي، مساء الاثنين الماضي، عن استهداف مطاري دبي وأبوظبي، ومنشآت “حساسة” في الإمارات، بخمسة صواريخ باليستية، وعدد كبير من الطائرات المسيرة.
وتم تفجير ثلاث صهاريج بترول واندلاع حريق في منطقة البناء الجديدة بالقرب من مطار أبوظبي، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ستة آخرين.
واتهمت أبوظبي من جهتها جماعة الحوثي باستهداف “مناطق ومنشآت مدنية على أراضي الإمارات”، مؤكدة أنها “تحتفظ بحق الرد” على تلك “الأعمال الإرهابية”.
وفي يناير 2018، اتهم تقرير صادر عن فريق الخبراء البارزين التابع للأمم المتحدة المقدم إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إيران بانتهاك حظر الأسلحة المفروض على اليمن.
وحدد الخبراء بقايا صواريخ مرتبطة بمعدات عسكرية وطائرات عسكرية بدون طيار من أصل إيراني تم إحضارها إلى اليمن بعد فرض حظر الأسلحة في عام 2015.
وبحسب التقرير، فإن الطائرات المسيرة التي استخدمها الحوثيون لشن هجمات ضد السعودية تشبه في تصميمها الطائرات المسيرة التي تصنعها المؤسسة الإيرانية لتصنيع الطائرات.
وفي 8 كانون الثاني (يناير)، قال المتحدث باسم التحالف السعودي الإماراتي تركي المالكي إن “جميع الأسلحة التي استخدمها الحوثيون في عملياتهم هي أسلحة إيرانية الصنع”.
وأضاف أن “ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون أصبح بوابة رئيسية لاستقبال الصواريخ الباليستية الإيرانية”.
وتنفي إيران عادة هذه الاتهامات وتقول إنها تدعم جهود حل الأزمة في اليمن بالوسائل السلمية.
أسلحة مصنعة محليا
وعلى مدى السنوات الماضية، أعلنت جماعة الحوثي مرارًا أنها تعمل على برامج لتصنيع الأسلحة وتطويرها، بخبرات يمنية بحتة.
وكشف المتحدث العسكري للجماعة يحيى سريع عن عدة طائرات مسيرة وأنظمة صواريخ كانت الجماعة قد أدخلتها للخدمة.
وفي أواخر مارس 2020، أعلن سريع أن أبرز أنظمة الصواريخ التي دخلت الخدمة خلال السنوات الخمس الماضية هي “قاهر، بركان، بدر، قدس 1، نكال، قاسم، ذو الفيقار”.
ولم يقدم سريع تفاصيل إضافية حول ملامح هذه الصواريخ، لكن وسائل الإعلام التابعة للجماعة قالت إن مدى بعض هذه الصواريخ يتراوح بين 700 و1500 كيلومتر.
وأعلنت جماعة الحوثي مطلع مارس 2021 عن امتلاكها لصواريخ باليستية وطائرات مسيرة جديدة.
وكشفت وسائل الإعلام، بما في ذلك قناة المسيرة الموالية للحوثيين، عن صواريخ جديدة من طراز قاهر، وقاسم 2 بعيد المدى، وصواريخ قدس 2 البالستية بعيدة المدى.
كما كشفت المجموعة عن نماذج جديدة من الطائرات المسيرة تسمى واعد وصماد4.
“نقطة تحول”
وقال عبد السلام محمد رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث “استهداف أبو ظبي واختطاف سفينة روابي في البحر الأحمر يمثل نقطة تحول في مسار الحرب اليمنية وتحولها إلى حرب إقليمية”.
وأضاف الخبير السياسي أن “المجتمع الدولي قد يلجأ إلى الضغط السياسي على (جماعة) الحوثي” وإدراجها في قائمة الجماعات الإرهابية وإعطاء الضوء الأخضر لمزيد من الضغط العسكري (من قبل التحالف) على الأرض.
واتهم إيران بالوقوف وراء التصعيد، قائلا إنها بحاجة إلى ورقة مساومة في المفاوضات النووية الجارية في فيينا.
وفيما يتعلق بحجم القدرات العسكرية للحوثيين، أوضح محمد أن الجماعة تمتلك العديد من مستودعات الأسلحة المتطورة عالية الجودة، خاصة الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، مشيرًا إلى أن “هناك تهريبًا واسع النطاق لهذه الأسلحة عبر المنافذ الخاضعة لسيطرة الحوثيين”.
وحذر من “استخدام الحوثيين أسلحة كيماوية في المستقبل رغم عدم وجود دليل حتى الآن على حيازتهم لها”.
ويعاني اليمن من أعمال عنف وعدم استقرار منذ عام 2014، عندما استولى الحوثيون على جزء كبير من البلاد، بما في ذلك صنعاء.
ولقي عشرات الآلاف حتفهم وشرد الملايين، فيما وصفته الأمم المتحدة بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وحتى نهاية العام الماضي، قتلت الحرب في اليمن 377 ألفًا بشكل مباشر وغير مباشر، وفقًا للأمم المتحدة.