أعربت وكالات إغاثة دولية عن قلقها إزاء احتمال تصنيف الولايات المتحدة لجماعة الحوثي اليمنية “جماعة إرهابية”، محذرة من أن ذلك قد يعيق بشدة الجهود الإنسانية في البلاد، حيث يحتاج نحو 22 مليون شخص إلى المساعدة.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الأربعاء إن إعادة تسمية الجماعة “قيد الدراسة” في أعقاب هجمات الحوثيين بطائرات مسيرة وصواريخ على أبو ظبي في وقت سابق من هذا الأسبوع.
ودقت إيرين هاتشينسون المديرة القُطرية للمجلس النرويجي للاجئين في اليمن، ناقوس الخطر بشأن تصريحات بايدن، قائلة إن أي إعادة تسمية محتملة للجماعة المسلحة يمكن أن تعرض للخطر الملايين الذين يكافحون بالفعل “للنجاة من كارثة إنسانية كاملة”.
وأضاف هاتشينسون “قلنا مراراً وتكراراً في الماضي إن تصنيف أنصار الله منظمة إرهابية سيكون له آثار بعيدة المدى على الوضع الإنساني المتردي بالفعل في اليمن، ونعتقد نفس الشيء اليوم”.
وأشارت إلى أن “التصنيف سيأتي مع عقوبات من شأنها الإضرار بقدرة المجلس النرويجي للاجئين على تقديم مساعدات منقذة لحياة الأشخاص في ظروف عصيبة.
وأكدت أنه “يجب على حكومة الولايات المتحدة التأكد من أن أي عقوبات لا تمنع الطعام والوقود والأدوية والسلع والخدمات الأساسية الأخرى من دخول البلاد والوصول إلى المحتاجين فقط الذين يحاولون النجاة من كارثة إنسانية كاملة”.
وخلال الأسبوع الماضي، دعت الإمارات، وهي حليف مقرب للولايات المتحدة وعضو في التحالف الذي تقوده السعودية، واشنطن إلى إعادة وضع الجماعة على قائمة الإرهاب بعد أن أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجمات على مطار أبو ظبي ومنشأة نفطية، والتي أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص.
واستقبلت منظمات الإغاثة إعادة التصنيف المحتملة بفزع، حيث قال سكوت بول، مدير السياسة الإنسانية في منظمة أوكسفام أمريكا إن ذلك سيؤثر بشدة على قدرة وكالات الإغاثة على الاستجابة على الأرض.
وأضاف بول “كما قلنا قبل عام، لا يمكن أن يحدث هذا التصنيف على الإطلاق بسبب التداعيات الإنسانية التي قد تترتب عليه”.
وكانت الجماعات الإنسانية تكافح بالفعل في اليمن حيث فشل المجتمع الدولي لسنوات في تلبية معايير التمويل الموضوعة على أنها ضرورية لإنقاذ الأرواح.
وفي الشهر الماضي، قال برنامج الغذاء العالمي إنه “اضطر” إلى قطع المساعدات عن اليمن بسبب نقص التمويل، وحذر من زيادة الجوع في الأشهر المقبلة.
وقالت كورين فلايشر، المديرة الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمي: “في كل مرة نخفض فيها كمية الطعام، نعلم أن المزيد من الأشخاص الذين يعانون بالفعل من الجوع ويعانون من انعدام الأمن الغذائي سينضمون إلى صفوف الملايين الذين يتضورون جوعاً”.
عقاب جماعي
ودمرت أكثر من سبع سنوات من الحرب حياة عشرات الملايين من اليمنيين.
واندلع الصراع في عام 2014 عندما استولى الحوثيون على العاصمة صنعاء، مما دفع إلى تدخل تحالف بقيادة السعودية في العام التالي لدعم الحكومة المعترف بها دوليًا.
خوفًا من صعود جماعة اعتبروها وكيلًا لإيران، نفذ التحالف أكثر من 20 ألف هجوم جوي في جميع أنحاء البلاد، استهدف ثلثها مواقع غير عسكرية، بما في ذلك المدارس والمستشفيات، وفقًا لمشروع بيانات اليمن.
وفي الأسبوع الماضي، شهد الصراع – الذي كان في طريق مسدود منذ سنوات- تصاعدًا في أعمال العنف حيث نفذ التحالف الذي تقوده السعودية عدة ضربات جوية مميتة على العاصمة ومناطق حضرية أخرى.
ويوم الجمعة وحده، دمرت إحدى الضربات مركزًا للاتصالات السلكية واللاسلكية، وتركت معظم أنحاء البلاد بدون إنترنت، وقتلت أخرى أو أصابت ما لا يقل عن 100 شخص في شمال غرب البلاد.
وتسبب انقطاع الإنترنت في معاناة العديد من المنظمات الإنسانية للحصول على معلومات من زملائها على الأرض حول الضربات الجوية في صعدة التي استهدفت مركز احتجاز يمني.
وقالت أفراح ناصر باحثة اليمن في هيومن رايتس ووتش إن: “المعاناة الإنسانية في اليمن واضحة، لكنهم لا يهتمون. أعني أننا نتحدث عن احترام القانون الدولي الإنساني، واحترام حقوق الإنسان الدولية، لكنهم لا يهتمون بذلك. ولا أحد من الدول المتورطة في هذا الصراع وحتى الحوثيين”.