تجري الولايات المتحدة محادثات مع قطر لبحث إمكانية إمداد الدول الأوروبية بالغاز الطبيعي المسال إذا تسبب غزو روسي محتمل لأوكرانيا في نقصه.
وحشدت روسيا، وهي مورد رئيسي للغاز الطبيعي إلى أوروبا، ما يقرب من 100000 جندي بالقرب من حدودها مع أوكرانيا، مما أثار مخاوف من غزو محتمل للبلاد.
وأشارت تقارير إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ربما يفكر في شن هجوم في أقرب وقت هذا الشهر.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية لصحيفة “فاينانشيال تايمز” إنه من الواضح أن روسيا كانت تقطع إمدادات الغاز للضغط على الدول الأوروبية، التي تكافح للبقاء موحدة في ردها على تصرفات روسيا.
وأضاف المسؤول: “نحن نبحث ما يمكن القيام به استعدادًا لحدث ما، خاصة في منتصف الشتاء مع مخزون منخفض جدًا من (الغاز الطبيعي الأوروبي)”.
وتابعنا “ناقشنا ما يمكن نقله في السوق، وما يمكن أن يساعد إذا حدثت أزمة متصاعدة”.
وذكرت بلومبرج أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يخطط لدعوة أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لزيارة البيت الأبيض قريبًا.
وتزود روسيا ما لا يقل عن 40 في المائة من أوروبا بالغاز الطبيعي، يتدفق حوالي ثلثه عبر أوكرانيا، وفقًا لبلومبرج.
وتوفر قطر، وهي إحدى أكبر موردي الغاز الطبيعي المسال في العالم، حوالي خمسة بالمائة من إمدادات أوروبا.
وقال رئيس وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، في 12 يناير / كانون الثاني، إن المستويات التاريخية المنخفضة لتخزين الغاز في جميع أنحاء أوروبا ترجع إلى حد كبير إلى شركة غازبروم الروسية المملوكة للدولة، التي أرسلت غازًا أقل بنحو 25 في المائة من المعتاد إلى أوروبا خلال الأشهر الأخيرة.
وطلبت المملكة المتحدة في تشرين الثاني (نوفمبر) من قطر أن تكون “الملاذ الأخير” لها في توريد الغاز.
وهددت الولايات المتحدة بفرض عقوبات إذا غزت روسيا أوكرانيا، لكن بعض الدول الأوروبية تخشى أن يدفع ذلك روسيا إلى مزيد من الحد من إمدادات الغاز الطبيعي.
وارتفعت تكلفة المعيشة في أوروبا في الأشهر الأخيرة مع ارتفاع أسعار الغاز.
وقال الخبراء إن الدول الأوروبية قد تواجه المزيد من الزيادات في الأسعار لأنها تتصارع مع السوق الآسيوية للإمدادات.
وذكر أحد المسؤولين التنفيذيين في مجال الطاقة لـ “فاينانشيال تايمز” أنه “سيتعين عليهم التنافس بشكل فعال على كل المعروض في السوق، وسحب الشحنات من آسيا، والنتيجة النهائية المحتملة هي أن دافع الضرائب سيدفع أكثر”.
وكانت أوكرانيا في قلب التوترات بين موسكو والغرب منذ 2014، عندما أجبر المتظاهرون رئيسها الموالي لروسيا على التنحي.
وردت روسيا بغزو أجزاء من البلاد وضم شبه جزيرة القرم ودعم الانفصاليين الموالين لروسيا في صراع محتدم في الشرق.
وتلقت أوكرانيا 2.5 مليار دولار من المساعدات الأمنية من واشنطن منذ عام 2014، وتتباهى بصواريخ جافلين المضادة للدبابات الموجهة بدقة وطائرات تركية بدون طيار في ترسانتها.