توعدت الولايات المتحدة الأمريكية، بالرد على أي توغل روسي في أوكرانيا، وذلك وسط تصاعد التوتر بين موسكو والغرب، على خلفية تحركات عسكرية للجيش الروسي على الحدود.
وجاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ونظيره الأوكراني دميتري كوليبا، أمس السبت حيث أطلعه على نتائج لقاءاته مع الحلفاء والمسؤولين الروس في برلين وجنيف.
وأوضحت الخارجية الأمريكية في بيانها، أن بلينكن أكد لنظيره الأوكراني، أن أي توغل روسي لاحق سيقابل برد سريع وقاس وموحد من قبل الولايات المتحدة وحلفائها.
ويأتي التصريح في أعقاب المباحثات بين وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ونظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف، حيث ناقشا الوضع حول أوكرانيا والمقترحات الروسية بشأن الضمانات الأمنية.
وكانت الخارجية الأمريكية، قد طلبت البدء بإجلاء عائلات الموظفين في سفارة الولايات المتحدة لدى أوكرانيا، وصرح مسؤولين أمريكيين بأن الخارجية أمرت عائلات موظفي السفارة الأمريكية بالبدء في الانسحاب من البلاد اعتباراً من الإثنين المقبل.
ومن المتوقع أن تقترح الخارجية الأمريكية الأسبوع المقبل على المواطنين من الولايات المتحدة مغادرة أوكرانيا جوا عبر رحلات تجارية “طالما لا يزال الوصول إليها متاحا”، بحسب أحد المسؤولين.
وبدورها نصحت الخارجية البريطانية، مواطنيها بعدم السفر غير الضروري لأوكرانيا، “لأن الأحداث تمضي سريعا”.
كما حثت الخارجية البلجيكية، مواطنيها على “عدم السفر لأوكرانيا، داعية الموجودين هناك للتسجيل في السفارة البريطانية”.
بينما تقدم قائد البحرية الألمانية كاي إخيم شوينباخ، باستقالته بعد تصريحات قال فيها إن الرئيس الروسي يستحق الاحترام، وإن كييف لن تسترد أبدا شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو.
فيما أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية إن تصريحات قائد البحرية الألماني، لا تمثل موقف ألمانيا جملة وتفصيلا.
وعلى إثر ذلك استدعت الخارجية الأوكرانية، السفيرة الألمانية في كييف للاحتجاج على تصريحات قائد البحرية، حيث أعربت للسفيرة الألمانية عن خيبة أمل عميقة إزاء موقف ألمانيا من عدم تزويد أوكرانيا بأسلحة دفاعية.
وكانت الولايات المتحدة، قد أعلنت إرسال 90 طنا من الأسلحة والذخائر كمساعدة عسكرية إلى أوكرانيا، كما تعتزم نقل مروحيات عسكرية من طراز “إم آي-17” (MI-17) إلى أوكرانيا من أجل دعم القدرات الدفاعية للجيش الأوكراني.
وتحولت الأنظار إلى التحركات على الحدود بين روسيا وأوكرانيا وعلى خط الجبهة في الفترة التي تصاعدت فيها التوترات بين موسكو والغرب.
وفي إطار الجهود الدبلوماسية نقلت وكالة رويترز عن مصدر في إدارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوله إن اجتماعا بشأن شرق أوكرانيا سينعقد في باريس الثلاثاء المقبل، سيشارك فيه مستشارون سياسيون من روسيا وأوكرانيا وفرنسا وألمانيا.
واتهمت الخارجية الروسية الولايات المتحدة ودولا غربية بشن حملة دعائية، لـ”تصوير روسيا على أنها دولة معتدية وعدوة لأوروبا المتحضرة”.
وتأتي هذه التطورات في ظل حشد روسيا آلاف من قواتها وعتادها العسكري المتطور على مقربة من الحدود الأوكرانية، وذلك بداعي إجراء تدريبات، في حين يتخوف الغرب وأوكرانيا من إقدام موسكو على غزو الأراضي الأوكرانية قريبا.
وبينما تستمر المبادرات الدبلوماسية من أجل منع تحول التوترات في المنطقة إلى حرب، يراقب العالم بأسره التحركات العسكرية على خط الجبهة وعلى طول الحدود.