كان المعتقل اليمني محمد علي سالم محظوظًا لأن صاروخًا أطلقته طائرات التحالف السعودي الإماراتي سقط على القسم المُجاور لقسمه في السجن، لكنه تسبب في موجة قوية حطّمت باب زنزانته.
وقال: “عندما ضربوا عنبر 8 انفتح الباب من الضغط وخرجنا. الله منحنا الأمان والحمد لله”، مستذكرًا هجمات الفجر التي استهدفت مركز التوقيف الذي كان محتجزًا فيه يوم الجمعة.
آخرون ملفوفون في أكياس بيضاء للجثث، لم يحالفهم الحظ، إذ قُتل ما لا يقل عن 80 شخصًا عندما سقطت صواريخ على مركز احتجاز في محافظة صعدة اليمنية، معقل جماعة الحوثي التي تخوض حربًا مع التحالف الذي تقوده السعودية منذ عام 2015.
وقالت منظمة أنقذوا الأطفال في بيان إن ثلاثة أطفال قتلوا في غارات جوية يوم الجمعة في مدينة الحديدة غربي البلاد.
وتسببت الغارات، التي أعقبت الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة على الإمارات في 17 يناير، في ضجة دولية وأعادت الانتباه إلى صراع مرير.
ونفى التحالف بقيادة السعودية استهداف مركز الاحتجاز، وقال إنه ليس مدرجًا على قوائم عدم الاستهداف المتفق عليها مع الأمم المتحدة، ولا يفي بالمعايير التي نصت عليها اتفاقية جنيف الثالثة لأسرى الحرب.
وجاءت الهجمات، وهي الأكثر دموية منذ أكثر من عامين، وسط تصعيد غير مسبوق في الصراع المستمر منذ سبع سنوات مع احتدام الاشتباكات حول السيطرة على مناطق اليمن الغنية بالنفط بشبوة ومأرب، وتصاعد الهجمات عبر الحدود.
وجاءت الهجمات الصاروخية على أبوظبي في أعقاب عشرات الهجمات المماثلة على مدن سعودية بطائرات مسيرة مسلحة وصواريخ باليستية.
وفي صعدة، تجمع مئات الأشخاص حول أكياس جثث يوم السبت بالقرب من الأنقاض الخرسانية لمركز الاحتجاز، بحثًا عن أقاربهم، وكان البعض يفحص الجثث على أمل التعرف على أحبائهم.
وقال سلمان بديع، أحد الأقارب: “هذه جريمة أخرى تضاف إلى جرائمهم الأخرى، أتينا من محافظة عمران في زيارة لنكتشف أن الطائرات الحربية ضربت السجن”.
وذكر سلطان القاسم، الذي احترق وجهه في الهجوم، إنه فقد وعيه بعد سقوط قنبلة ثالثة على المكان.
وأضاف خلال مكوثه في المستشفى الجمهوري بصعدة حيث يُعالج معظم الجرحى “كنت أجلس مع زملائي في عنبرنا ثم جاءت الطائرة وضربت الضربة الأولى، ثم أتبعتها بضربتين”.
ودعت الأمم المتحدة إلى “تحقيقات سريعة وفعالة وشفافة في هذه الحوادث لضمان المساءلة”.