شدوى الصلاح
استنكر خبير التخطيط الاستراتيجي وإدارة الأزمات الدكتور يحيى الحسن، استمرار ارتهان رئيس المجلس السيادي عبدالفتاح البرهان، والفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي” لدول محور الشر “الإمارات والسعودية ومصر”، وازدياد قائمة الدول المرتهن قرار الدولة السيادي لها، مشيرا إلى أن ذلك سبب صدمة كبيرة للشعب تزداد يوما بعد يوم.
وأضاف في حديثه مع “الرأي الآخر”: “زالت الدهشة عندما تكشفت الحقائق أن ارتهانهم كان صفقة منافع ومصالح كُل يسعى لزيادتها على حساب نهضة ونمو وتطور دولة السودان”، موضحا أن السعودية حرصت على الإبقاء على هذا الارتهان لحاجتها للمقاتلين حاملي السلاح من الجيش السوداني والجنجويد من قوات الدعم السريع”.
وأشار الحسن، إلى أن السعودية حرصت على بقاء المقاتلين بأعداد كبيرة مقابل ثمن بخس وريالات معدودة لا تساوي الأرواح التي تزهق في حرب اليمن التي ليس للسودان ناقة فيها ولا جمل، لافتا إلى أن الإمارات وجدت ضالتها في تقوية اقتصادها من خلال تهريب الذهب السوداني على مدى سنوات بآلاف الأطنان تحت حماية البرهان وحميدتي وأجهزتهما الأمنية.
وأوضح أن ذلك كان يهرب عبر مطار الخرطوم وغيره ويشهد على ذلك ما تم اكتشافه وضبطه، قائلا: “ما لم يكتشف أعظم، كما لا ننسى سعيها للسيطرة على ميناء بورتسودان، واحتلال الفشقة السودانية”، مؤكدا أن البرهان وحميدتي لم يكتفيا بذلك فقط، ولكن كانت الصدمة أكبر عندما اكتشف الشعب السوداني أن بلاده تديرها المخابرات المصرية.
ولفت الحسن، إلى أن الطريقة التي تدير بها المخابرات المصرية السودان تهدف لتدمير البلاد واقتصادها ونهب ثرواتها من المواد الخام والثروة الحيوانية والحبوب الزيتية وغيرها، دون أن يكون هناك عائدا منها للاقتصاد السوداني سواء العملة السودانية المزيفة التي تطبع في مصر والتي غض البرهان وحميدتي الطرف عنها، بل ويتم تحت حمايتهما وتنازلهما عن السيادة.
وأعرب عن أسفه من ارتهان قادة السودان للخارج، لم يكن للبلاد أية فائدة تذكر أو عائد منه، سوى شعور الغبن لدى الشعب وضياع هيبته وفقدان ثرواته، مشيرا إلى أن ما تحقق من مصالح مادية كانت من نصيب البرهان وحميدتي وكأنهما يديران شركات خاصة دون أدنى مراعاة لمصلحة السودان العليا وشعبه.
وحذر الحسن: “ستثبت الأيام للبرهان وحميدتي، أن من يبيع وطنه وقراره سيكون أول لافظيه من اشترى منهما وسيتخلون عنه كما تخلوا من قبل عن عمر البشير بعد قضاء حاجتهم منه”، موضحا أن بوادر ومؤشرات التخلي عنهما ظهرت عقب انقلاب البرهان في ٢٥ أكتوبر/تشرين الأول ٢٠٢١ بعد رفض الشعب السوداني للانقلاب وعدم الاعتراف به دوليا.
وأشار إلى أن دول محور الشر كانت تحت ضغط العصا الأميركية فكانوا أول من تخلوا عن فكرة دعمه الانقلاب ظاهريا رغم أنهم شجعوا البرهان عليه لإبقائه في الحكم لضمان استمرار ارتهانه وتدفق الجنود ونهب الذهب والثروات، وبالتالي يظل دعم البرهان متوقفاً على رؤية دول محور الشر صعوداً وهبوطاً وفقا لبقائه في الحكم.
وتوقع خبير التخطيط الاستراتيجي وإدارة الأزمات، أن زوال الانقلاب أصبح مسألة وقت لا أكثر، لأن طبيعة شعب السودان تأبى ارتهان قرارها لغيرها، كما أن البرهان لا يملك قراره منذ ترأس اللجنة الأمنية العسكرية ومن ثم المجلس السيادي، مشيرا إلى أنه البرهان رهن القرار السيادي بيد دول محور الشر يحركوه كيفما أردوا منذ ذلك الحين.
وتابع: “لنا في تاريخ السودان عبرة عندما غَزاها محمد علي باشا من أجل جلب الرجال والذهب ومختلف الثروات بقوة السلاح والاحتلال، واليوم دول محور الشر وروسيا وإسرائيل تغزو السودان بغير سلاح أو احتلال وإنما بارتهان قراره السيادي بيدها”، لافتا إلى أن رهن قرار الدولة السيادي لجهات خارجية كان مستبعدا بعد ثورة ديسمبر/كانون الأول 2018.