طالب الحوثيون في اليمن الشركات الأجنبية بمغادرة الإمارات بعد أن هاجم التحالف بقيادة السعودية مركز احتجاز في شمال اليمن يوم الجمعة الماضي، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 100 شخص، في حين أدى هجوم ثان إلى قطع الإنترنت عن البلاد.
وكثف التحالف السعودي الإماراتي الضربات الجوية ضد ما يصفه بأهداف عسكرية للحوثيين بعد أن شنت الجماعة هجوما جويا غير مسبوق على الإمارات يوم الاثنين الماضي، فضلا عن إطلاق مزيد من الصواريخ والطائرات المسيرة نحو المدن السعودية.
وقال المتحدث باسم قوات الحوثي يحيى سريع: “بعد المجازر التي ارتكبت بحق أبناء شعبنا الأعزاء، ننصح الشركات الأجنبية في الإمارات بالمغادرة، حيث أنهم يستثمرون في دولة غير آمنة طالما حكام هذه الدولة يواصلون مهاجمة بلادنا”.
ودبي وحدها فيها مقرات لـ45 شركة متعددة الجنسيات من الشرق الأوسط وأفريقيا، كما يوجد فيها مقرات لأكثر من 21 ألف شركة أفريقية.
وندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بالهجوم على مركز احتجاز مهاجرين في صعدة، مطالبًا بإجراء تحقيق سريع وشفاف ومحاسبة المتورطين.
وجاء القصف الحوثي للإمارات بعد انضمام قوات موالية لها، باسم “ألوية العمالقة” لقتال الجماعة في بعض المحافظات اليمنية.
لكن “العمالقة”، القوات الجنوبية المدعومة من الإمارات، علّقت عملياتها في شمال البلاد بعد أسابيع من مساعدة القوات الحكومية المدعومة من السعودية في معركتها للسيطرة على محافظة شبوة الجنوبية الشرقية من الحوثيين والتقدم إلى المناطق التي تسيطر عليها الجماعة.
وقال مقاتل من كتائب العملاقة في شبوة إن القوات أوقفت عملياتها في مأرب بعد وصولها إلى مناطق مأهولة، “لأنها لم تكن تريد استهداف تلك المناطق”.
وأضاف “تلقينا توجيهات بوقف التقدم، لكن السبب الرئيسي وراء ذلك هو المناطق السكنية التي وصلنا إليها”.
واندلعت الحرب في اليمن في سبتمبر 2014 عندما استولى الحوثيون على العاصمة صنعاء، مما أشعل فتيل حرب أهلية أجبرت الرئيس عبد ربه منصور هادي على اللجوء إلى عدن ثم السعودية.
وتدخلت المملكة وحلفاؤها في مارس 2015 ونفذت منذ ذلك الحين أكثر من 22000 غارة جوية في محاولة لدحر الحوثيين، كان ثلثها على مواقع غير عسكرية، بما في ذلك المدارس والمصانع والمستشفيات.
وقدرت الأمم المتحدة أن الحرب قتلت 377000 شخص بحلول نهاية عام 2021، بشكل مباشر وغير مباشر من خلال الجوع والمرض.
كما أعلنت المنظمة الدولية دخول اليمن “أسوأ أزمة إنسانية في العالم” ، حيث أعاق القصف المدفعي والجوي المكثف الوصول إلى الرعاية الصحية وزاد الضغط على المرافق القليلة التي لا تزال تعمل.