شدوى الصلاح
بعدما استبعد الإعلام السعودي وصف الكيان الصهيوني بـ”الاحتلال”، واقتصرت على الإشارة له بـ”إسرائيل” فقط، ورفعت عن تصرفات المستوطنين صفة الإرهاب، برز الاهتمام بنقل أخبار الكيان، إذ نشرت صفحة “أخبار السعودية” على تويتر المعنية بمتابعة أهم الأخبار العاجلة والحصرية، خبرا عن اتجاه الصحة الصهيونية لإعطاء الجرعة الرابعة من لقاح كورونا للكبار.
الأمر الذي أثار غضب ناشطون على تويتر، ودفعهم للتساؤل عن طبيعة اهتمامات الصحيفة السعودية وهل حولت اهتمامها من الشأن السعودي الداخلي إلى الداخل الصهيوني؟ خاصة وأن الخبر المنشور ليس عاجلا ولا حصريا ويعد شأنا داخليا صهيونيا كاملا لا علاقة له بأي أحداث خارجية ولا يتقاطع مع أي مصالح عربية أو عالمية.
المغرد محمد اليحيا تعجب من نشر صفحة معنية بأخبار السعودية لخبر عن وزارة الصحة الصهيونية!.
وطالب أحد المغردين بتفسير نقل أخبار الكيان الصهيوني المحتل.
وتساءل إبراهيم الدوسري: “الحساب لأخبار السعودية أم لإسرائيل؟”.
وكتب آخر: “ما الذي يهمني كسعودي بخبر مثل هذا؟”.
سبق وأثار حساب أخبار السعودية الجدل عندما نشر عن مصادر رسمية تأكيدها عدم وجود علاقة للكيان الصهيوني بتفجيري بيروت، وذلك في أعقاب انفجارات مرفأ بيروت في 4 أغسطس/آب 2020 الذي خلّف أكثر من 200 قتيل، ونحو 6500 جريح، ودمار مادي هائل، وصنف ضمن قائمة أكبر الانفجارات غير النووية عبر التاريخ وفق الخبراء الدوليين.
ووصف ناشطون حساب أخبار السعودية حينها بالمتحدث الرسمي باسم الكيان لتبنيه الرواية الصهيونية، رغم أن التحقيقات ما زالت قائمة حتى اليوم ولم تكشف الجهات الحقيقة المتورطة في التفجير؛ وسبق واتهم موقع شبكة فولتير الفرنسي الاحتلال بالتورط في تفجير المرفأ بأمر من رئيس وزراء الكيان السابق بنيامين نتنياهو.
وفي يونيو/حزيران 2021، نشرت الصفحة ذاتها، خبرا يفيد بأن الكيان الصهيوني “إسرائيل” تقرر إلغاء إلزامية ارتداء الكمامات بداية من منتصف يونيو!
صحيفة واشنطن بوست الأميركية نشرت تقريرا كشفت فيه عن تغيير الصحافة السعودية نبرتها تجاه التطبيع مع الكيان الصهيوني خاصة بعدما أعلنت الإمارات تطبيعها رسميا، مما يقدم مفتاحا لتفكير المملكة في التطبيع، موضحة أن الدولة تتحكم في الإعلام السعودي.
وأشارت إلى أن الصحيفة السعودية اليومية الناطقة بالإنجليزية “عرب نيوز” التي كتبها رئيس التحرير رحبت في افتتاحية بالعلاقات الإماراتية الجديدة مع الكيان واحتوت نقدا حادا وغير معهود للقادة الفلسطينيين، لافتة إلى أن نشر فقرات كهذه في الصحافة السعودية لم يكن متخيلا في الماضي، ولكنها تعطي صورة عن تفكير حكام البلد.
يأتي ذلك فيما تؤكد دراسات المراكز البحثية رفض الشعوب للتطبيع؛ إذ أكدت دراسة أعدها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في أكتوبر/تشرين الأول 2020، أن 88% من العرب في 13 دولة عربية، رفضوا الاعتراف بالكيان الصهيوني المحتل. و58% منهم يعتقدون بأن ثورات الربيع العربي إيجابية.
وخلصت إلى أن الشعوب العربية لم تتأثر بدعاية الأجهزة الإعلامية التابعة للأنظمة العربية، وأن الشعوب العربية على عكس ما تروج له الأنظمة في قضايا، الديمقراطية، وثورات الربيع العربي، والقضية الفلسطينية، فأغلبيتهم مؤيدون للنظام الديمقراطي، ويرفضون الأنظمة الديكتاتورية، ويعتبرون فلسطين قضية العرب جميعا وليست قضية الفلسطينيين وحدهم.