تسبب هجومان صاروخيان بأسبوع واحد على الإمارات في شعور بعض السكان في العاصمة أبوظبي بالقلق إزاء الأمن، لأول مرة، ولاسيما أنها المدينة المعروفة بالأبراج الشاهقة والمتاحف ذات المستوى العالمي وسباق الفورمولا 1.
والإمارات، الملاذ التجاري الآمن الذي لم يشهد أي من أعمال العنف التي تعرضت لها بعض الدول العربية الأخرى، اهتزت بسبب غارة شنتها جماعة الحوثي اليمنية في 17 يناير/ كانون الثاني وأسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص في أبو ظبي، وهو أول هجوم مؤكد على أراضيها.
واستيقظ السكان يوم الاثنين على أصوات دوي الانفجارات في العاصمة الساحلية في الساعات الأولى من صباح أمس الإثنين، حيث اعترضت الإمارات هجومًا آخر.
وقالت شايناز جوفيندا، أخصائية الموجات فوق الصوتية من جنوب إفريقيا، والتي تعيش في البلاد منذ ثلاث سنوات: “بالتأكيد نحن متوترين”.
والإمارات، التي تفتخر بسلامتها واستقرارها، ونادرًا ما تناقش أمنها علنا حتى وقت قريب، قالت إن الهجوم الأخير تم إحباطه وإنه لم تقع إصابات.
وقالت رندة رزق، مصرية تعمل مديرة تنفيذية للمبيعات والتسويق في إحدى الشركات، إنها تشعر “ببعض القلق”، لكنها أعربت عن ثقتها في قدرة الحكومة على الاستمرار في توفير بلد آمن لعائلتها والآخرين للعيش فيها.
وغالبية الذين يعيشون في الإمارات هم من الأجانب، والعديد منهم يقيمون في أبو ظبي الغنية بالنفط.
وقال المحلل السياسي الإماراتي البارز عبد الخالق عبد الله، على موقع تويتر، لمتابعيه الذين يزيد عددهم عن 200 ألف شخص، إن الإمارات “واثقة من دفاعاتها وقدراتها وتسعى جاهدة من أجل أمن مواطنيها والمقيمين فيها”.
وبينما تمتلك أبو ظبي ثروة البلاد النفطية، فإن دبي المجاورة لها يرتكز اقتصادها على السياحة والأعمال الدولية، وهي أكثر عرضة للصدمات.
وقال محلل في بنك بدبي طلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالحديث إلى وسائل الإعلام: “هذا مقلق لكن بصراحة لا أرى الكثير من المناقشات على مستوى الأرض حول هذا الموضوع”.
وقال خالد مجيد، مدير الصناديق في سام كابيتال في لندن، إن الهجمات، حتى الآن، تبدو بمثابة تحذير للإمارات التي تدعم القوات اليمنية التي انضمت مؤخرًا إلى القتال ضد الحوثيين في محافظتين منتجتين للطاقة.
لكن بعض السكان قلقون من استمرار التصعيد، وتفاقمه.
وقالت طالبة الطب الأمريكية تاليا ريفيرا، 19 عامًا، “انتقلت إلى هنا معتقدة أن الفوضى ستكون أقل. بشكل عام أشعر بالأمان، لكنني لا أعرف كيف ستتصاعد الأمور”.