صرحت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون”، بأن روسيا تحشد المزيد من قواتها القتالية قرب الحدود مع أوكرانيا برا وبحرا.
وأوضح المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي، اليوم الجمعة أن روسيا حشدت في الـ 24 ساعة الماضية المزيد من القوات القتالية غربي البلاد وفي بيلاروسيا، كما إنها تحشد قوات برية عند حدود أوكرانيا، وبحرية في البحريْن المتوسط والأسود والمحيط الأطلسي.
وجاء ذلك في الوقت الذي قال فيه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن رد حلف شمال الأطلسي (الناتو) على الضمانات الأمنية التي طلبتها بلاده كان ردا أيديولوجيا، مضيفا أن المفاوضات مع واشنطن والناتو بشأن الضمانات لم تنتهي بعد.
وكان البنتاجون، قد أفاد بأن وزير الدفاع لويد أوستن بحث مع نظيره الروماني فاسيلي دينكو، القلق من الحشد العسكري الروسي المستمر على الحدود مع أوكرانيا.
وأشار في بيان إلى أن الوزيرين تبادلا وجهات النظر بشأن تعزيز الردع على طول الجناح الشرقي لحلف الناتو في ظل الحشد العسكري “غير المبرر”، معربين عن دعمهما لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، وشددا على أهمية التحالف بين دول الناتو.
وفي نفس السياق أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، استعداد بلاده وحلفائها وشركائها للرد بشكل حاسم إذا أقدمت روسيا على غزو أوكرانيا.
وقال البيت الأبيض إن الرئيس شدد خلال مكالمة مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على التزام واشنطن بسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، وضرورة إشراكها في أي شيء يخصها.
ونقل دعم الولايات المتحدة لجهود حل النزاع بالشرق الأوكراني وفق ما ورد في صيغة نورماندي، موضحا أنه -رغم مغادرة عائلات الدبلوماسيين الأميركيين العاصمة الأوكرانية- فإن سفارتهم في المدينة لا تزال مفتوحة وتعمل بكامل طاقتها.
وبدورها ذكرت السفيرة الأميركية الأممية ليندا توماس غرينفيلد، أمس الخميس في بيان أن أكثر من 100 ألف عسكري روسي منتشرون على الحدود الأوكرانية، وأن روسيا تمارس أنشطة أخرى مزعزعة للاستقرار تستهدف أوكرانيا، مما يُشكّل تهديدا واضحا للأمن والسلم الدوليين ولميثاق الأمم المتحدة.
كما أعلنت واشنطن، أمس في بيان، أنها طلبت عقد جلسة علنية يوم الإثنين المقبل لمجلس الأمن الدولي حول الأزمة أوكرانية “بسبب التهديد الذي تُشكّله روسيا على الأمن والسلم الدوليّين”.
وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، إن الجلسة الطارئة لمجلس الأمن ستناقش “سلوك روسيا المهدد” ضد أوكرانيا بما في ذلك حشد القوات على حدودها، حيث دعت أعضاء مجلس الأمن وأوروبا إلى التزام مبادئ النظام الدولي، في حال قامت روسيا بغزو أوكرانيا.
وأكدت مواصلة الجهود الدبلوماسية “الدؤوبة” لتهدئة التوتر، مطالبة مجلس الأمن بالاهتمام وعدم الانتظار والترقب.
وفي سياق التحركات الدبلوماسية لاحتواء أزمة روسيا والغرب بشأن أوكرانيا، أوردت وكالة الصحافة الفرنسية أن المستشار الألماني أولاف شولتز، سيجري مباحثات بالبيت الأبيض في السابع من فبراير/شباط المقبل، تتطرق إلى حزمة العقوبات التي ستفرض على روسيا في حال غزت أوكرانيا.
وكانت وزيرة الخارجية الألمانيّة أنالينا بيربوك قالت أمام برلمان بلادها، في وقت سابق أمس الخميس، إنّ حكومتها “تعمل على حزمة عقوبات قويّة” مع حلفاء غربيّين “من بينهما خط نورد ستريم 2 “خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا” في حال هاجمت روسيا أوكرانيا”.
وتخشى الولايات المتحدة والناتو من شن روسيا هجوما عسكريا وشيكا على جارتها، وهو ما تنفيه موسكو متهمة الغرب بشيطنتها و(تهديد) استقرارها عسكريا عن طريق تسليح أوكرانيا ونشر قوات للناتو قرب حدود روسيا.
وبالمقابل حذرت موسكو من أن فرض عقوبات عليها بسبب التوترات بشأن أوكرانيا سيؤدي إلى قطع العلاقات مع الغرب، وانتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة رد الغرب بشأن الضمانات الأمنية التي طلبتها بلاده،
كما أوضحت الرئاسة الروسية، أن بوتين أبلغ نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، في اتصال هاتفي مطول بينهما اليوم الجمعة، بأن رد الغرب لم يراع مخاوف روسيا بشأن توسع الحلف الأطلسي شرقا، ونشر الصواريخ على مقربة من روسيا.
وقال بوتين، في الاجتماع إن الخارجية الروسية أعدّت نسخة محدثة لمفاهيم السياسة الخارجية الروسية وتوجهاتها، مشيرا إلى أن النسخة المحدثة تعكس التغييرات التي طرأت في السياسة الدولية على مدى السنوات الخمس الأخيرة.
فيما لفت الكرملين، إلى أن بوتين أبلغ ماكرون أيضا بأن ردّي واشنطن والناتو على مقترحات الضمانات الأمنية التي قدمتها موسكو لهما لم يأخذا في الاعتبار هواجس روسيا الأمنية، وأن الغرب تجاهل في رده مبدأ عدم تجزئة الأمن.
وتابع أن الرئيس الروسي أكد أهمية تنفيذ كييف اتفاق مينسك، وبدء الحوار مع إقليم دونباس الذي يسيطر عليه الانفصاليون الموالون لروسيا منذ عام 2014.
كما ترأس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الجمعة اجتماعا لمجلس الأمن القومي الروسي لبحث آخر التطورات الدولية والإقليمية.