في ظل التجاهل العربي والعالمي غير مبرر، من استمرا معاناة النازحين في مخيمات الشمال السوري، وسط شتاء قاسٍ وانعدام كامل لوسائل التدفئة والأمان، فضلاً عن انهيار عدد كبير من الخيم، التي لا تقي من برد الشتاء، وانتهاء العمر الافتراضي لأكثر من 90% من المخيمات.
أطلق الشاب الفلسطيني إبراهيم خليل، حملة “بيت بدل خيمة”، بالتعاون مع “جمعية القلوب الرحيمة” الفلسطينية لإنشاء قرية للنازحين السوريين واستبدال خيامهم بشقق سكنية، حيث استطاع خلال أسبوع جمع ثلاثة ملايين شيكل، أي ما يقارب مليون دولار أمريكي.
وسبقت حملة “بيت بدل خيمة” حملة أخرى تستهدف ساكني الخيام تحت شعار “حتى آخر خيمة” دشنها فريق (ملهم) التطوعي لنقل النازحين من الخيام إلى وحدات سكنية تزيح عنهم المعاناة التي يعيشونها في ظل برد الشتاء القارس، حيث نجحت الحملة في جمع 2 مليون دولار خلال أيام معدودة وتسعى لنقل 500 عائلة تقيم في مخيمات بدائية إلى منازل تقيهم من الأمطار والثلوج.
فيما تضامن الفلسطينيون مع كل تلك الحملات عن طريق تبرعاتهم، إذ تبرع رجال بالأموال ونساء بالحلي وحتى الأطفال تبرعوا كذلك، وخصصت محال تجارية أياماً يذهب ريعها كاملاً للحملات، وعرض آخرون منازلهم للبيع لبناء بيوتا للمهجرين في الشمال السوري.
وأشاد ناشطون على تويتر، بالحملات الفلسطينية لمساعدة النازحين بالشمال السوري، مشيرين إلى أن الشعب الفلسطيني الذي عانى من ويلات الخيام كان من أوائل السباقين لإنهاء معاناة النازحين من الشعب السوري.
وأكدوا عبر تغريداتهم على حسابتم الشخصية، أن ما يحدث بفلسطين الآن حالة يجب دراستها واستخلاص العبر منها، وأن أبناء الشام يضربون الأمثال بتكاتفهم وتعاطفهم، موجهين الشكر والعرفان لكل من ساهم وأطلق كل تلك المبادرات.
الكاتب والصحفي السوري قتيبة ياسين، أشار إلى أن هناك تنافس شديد بين العديد من الحملات الخيرية الفلسطينية، والتي تهدف لنقل المهجرين في الشمال السوري من الخيام إلى منازل تحميهم من البرد والحر.
وأضاف أن طلاب الجامعات الفلسطينيين يطلقون حملة للتبرع لإخواتهم المهجرين في الشمال السوري.
وأوضح الناشط السياسي الفلسطيني أدهم أبو سلمية، أن بهذه الطريقة تفاعل الشعب الفلسطيني مع سوريا وشعبها في المخيمات، قائلا: “هكذا يكون الانتصار الحقيقي لمن يستحقون”.
فيما كتب الناشط خلف محمد، أن الشعب الفلسطيني أرسل بالأمس القريب الشاحنات لإغاثة أهل الخيام واليوم يطلق حملات للتبرع وتحويل الخيام لبيوت، مضيفا: “هكذا هم أهل بلاد الشام كجسد واحد”.
ولفتت حنان الأحمد، إلى أن مئات الفلسطينيين في القرى والمدن، شاركوا بحملات البناء بما يدخرونه من ذهب ومال، مؤكدة أن فلسطين كلها مع الشعب السوري حتى ينال حريته.