حذر مسؤول أمريكي كبير دول الشرق الأوسط من إعادة العلاقات مع سوريا، مستشهداً بالفظائع التي ارتكبها نظام بشار الأسد، فضلاً عن العقوبات الصارمة ضد التعامل مع دمشق.
وقال القائم بأعمال مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جوي هود إن معارضة واشنطن للحكومة السورية لن تتغير ما لم يكن هناك “تغيير كبير في السلوك” في دمشق.
وأضاف “فيما يتعلق بالآخرين، الذين قد يفكرون في اتخاذ خطوات، نطلب منهم أن ينظروا بعناية شديدة في الفظائع التي ارتكبها النظام ضد الشعب السوري خلال العقد الماضي، فضلاً عن جهود النظام المستمرة لمنع وصول جزء كبير من البلاد للمساعدات الإنسانية والأمن”.
وتأتي تصريحات المسؤول الأمريكي وسط أنباء عن تقارب بين النظام السوري والسعودية الشريك الأمريكي الوثيق.
وأعادت الإمارات، وهي حليف آخر للولايات المتحدة، العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري أواخر عام 2018.
وفي العام الماضي، أجرى ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد مكالمة هاتفية مع الأسد ووصف سوريا بأنها دولة عربية “شقيقة”.
ولوح هود إلى احتمال فرض عقوبات ثانوية على الدول التي تطبيع العلاقات مع سوريا، نابعة من قانون قيصر، وهو قانون لعام 2020 يطبق إجراءات كاسحة لتقييد العمليات المالية للنظام السوري.
وقال هود: “هذا قانون يحظى بتأييد واسع من الحزبين في الكونجرس، وسوف تتبع الإدارة القانون المتعلق بذلك”.
وأضاف “ولذا يتعين على الحكومات والشركات توخي الحذر من أن معاملاتهم المقترحة أو المتصورة لا تعرضهم لعقوبات محتملة من الولايات المتحدة بموجب هذا القانون”.
وفي وقت سابق من هذا العام، قال وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد إن قانون قيصر يجعل من الصعب التعاون مع سوريا وإعادة دمجها في جامعة الدول العربية.
وأضاف في آذار/ مارس “إن الإبقاء على قانون قيصر كما هو اليوم يجعل هذا المسار صعبًا للغاية، ليس فقط بالنسبة لنا كأمة، ولكن أيضًا للقطاع الخاص”.
وصُمم القانون ليجعل من الصعب على النظام أن يتاجر مع العالم الخارجي وينخرط في جهود إعادة الإعمار.
وتسببت الحرب في مقتل مئات الآلاف من الأشخاص وتشريد الملايين، مما تسبب في واحدة من أسوأ أزمات اللاجئين في التاريخ الحديث.
ومن المقرر أن يشارك وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين في اجتماع وزاري بشأن سوريا مع الحلفاء في روما الأسبوع المقبل.
وقال هود إن بلينكين سيعيد تأكيد دعم الولايات المتحدة لإبقاء المعابر الحدودية إلى سوريا مفتوحة أمام إيصال المساعدات الإنسانية.
كما أكد أن واشنطن تخطط للإبقاء على “وجودها العسكري المحدود” في الدولة التي مزقتها الحرب، قائلًا إنها تهدف إلى مواجهة داعش بالشراكة مع قوات سوريا الديمقراطية.
وقال هود للصحفيين “الاستقرار في سوريا والمنطقة بشكل عام لا يمكن تحقيقه إلا من خلال عملية سياسية.. نحن ملتزمون بالعمل مع الحلفاء والشركاء والأمم المتحدة لضمان بقاء حل سياسي دائم في متناول اليد”.