تم تحريك حدود قطر مع المملكة العربية السعودية بشكل أكبر نحو المملكة، مما أدى إلى توسيع الحدود الجغرافية لشبه الجزيرة حيث يعمل كلا البلدين على تعزيز العلاقات وحل القضايا العالقة.
ويقع خور العديد في بلدية الوكرة جنوب شرق قطر على الحدود مع المملكة.
وأوضح أندرياس كريج، الأستاذ المساعد في الدراسات الأمنية في كينجز كوليدج لندن، أن التوسيع هو جزء من صفقة تم التوصل إليها مع المملكة لإعادة السيادة الكاملة على الشاطئ الجنوبي لخور العديد إلى قطر.
يُذكر أن هذه الصفقة سبقت أزمة الخليج، وكان من المفترض أن يتم تسليم تلك الأراضي من السعودية إلى قطر في وقت سابق، لكن هذا المشروع لم يتم المضي قدمًا مع تفكك أزمة الخليج.
وكجزء من اتفاقية العلا، انتهى الطرفان الآن من التسليم. وأضاف الخبير أن هذا إجراء لبناء الثقة يرمز إلى تحسين العلاقات بين قطر والمملكة العربية السعودية.
والتعديل الأخير هو أحدث تحرك واضح من جانب الدول لتحسين العلاقات السعودية القطرية بعد أزمة دبلوماسية استمرت ثلاث سنوات.
وتوترت العلاقات في عام 2017 عندما قطعت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر جميع العلاقات الدبلوماسية مع قطر وفرضت حصارًا جويًا وبريًا وبحريًا غير قانوني بسبب مزاعم بأنها تدعم الإرهاب.
وتحسنت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ التوقيع على إعلان العلا في 5 يناير من هذا العام، مما أدى إلى إنهاء خلاف استمر ثلاث سنوات عطل وحدة منطقة الخليج.
أظهرت الأشهر الأخيرة خطوات كبيرة نحو التعاون السعودي القطري.
ففي أغسطس، اجتمع وفود قطرية وسعودية لإنشاء مجلس تنسيق لتعزيز العلاقات الثنائية والشراكات بين البلدين الخليجيين كجزء من رؤية السعودية 2030 ورؤية قطر الوطنية 2030.
وفي الشهر نفسه، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود إن العلاقات بين المملكة العربية السعودية وقطر “جيدة جدًا”.
بالإضافة إلى ذلك، عينت الدوحة مبعوثها الجديد إلى الرياض، إيذانا باستعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بشكل رسمي.
وعين أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني العطية كأول سفير للبلاد لدى المملكة، وهو أول تعيين من نوعه منذ اندلاع أزمة مجلس التعاون الخليجي عام 2017.
جاء ذلك بعد شهرين من استقبال الدوحة لأول سفير سعودي لها الأمير منصور بن خالد بن فرحان في يونيو، وهو ما اعتبر خطوة كبيرة نحو إعادة العلاقات بين البلدين الجارين.
في سبتمبر، تم التقاط صورة للأمير تميم مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ومستشار الأمن القومي الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد بعد اجتماع “ودي” في البحر الأحمر.
وانتشرت صورة المسؤولين الخليجيين الثلاثة، وهم يرتدون سراويل قصيرة وقمصانًا غير رسمية، على الإنترنت.
كما شارك أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في قمة مبادرة الشرق الأوسط الخضراء في الرياض الشهر الماضي بدعوة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وتعد مشاركة الشيخ تميم في الرياض مؤشرا آخر على تطور العلاقات بين الدوحة والرياض، وكلاهما متورط في نزاع مرير ترك قطر محاصرة لمدة ثلاث سنوات.