أفادت وكالة إنترفاكس الروسية، بأن حلف شمال الأطلسي “ناتو” بدأ اليوم السبت مناورات عسكرية بإستونيا تستمر حتى التاسع من شهر فبراير/شباط المقبل، موضحة أنها ستختبر التفاعل بين العسكريين البريطانيين والفرنسيين، ولواء المشاة الأول التابع لقوات الدفاع الإستونية.
ومن جانبها قالت قيادة الأركان الإستونية، إن المناورات ستختبر فاعلية التنسيق بين القوات البرية والجوية مع مشاركة مقاتلات بلجيكية من طراز “إف 16” (F-16).
وكان الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، صرح أمس الجمعة بأن الحلف مستعد لزيادة قواته شرق أوروبا، مضيفا أن الهجوم الروسي على أوكرانيا قد يأخذ أشكالا كثيرة من بينها الهجوم الإلكتروني، أو محاولة انقلاب أو أعمال تخريب.
وفي نفس السياق، أشار الرئيس الأمريكي جو بايدن، في تصريحات صحفية، إلى أنه سيرسل قوات ليست بالكبيرة إلى أوروبا الشرقيّة ودول حلف الناتو في المدى القريب.
كما أكدت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون”، أن أي تحرك روسي ضد أوكرانيا سيؤدي لتعزيز الناتو على حدود روسيا الغربية.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع قائد هيئة الأركان الجنرال مارك ميلي، إنه من الواضح أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمتلك حاليا القدرة على مهاجمة أوكرانيا إلا أنه لم يتخذ قرارا بذلك بعد.
وأضاف أن اندلاع حرب بين أوكرانيا وروسيا ليس حتميا، وأنه لا يزال هناك متسع أمام الدبلوماسية لحل الأزمة، قائلا إن بلاده قدمت لروسيا مخرجا دبلوماسيا لإنهاء الأزمة.
وبدوره أكد الجنرال ميلي، أن الحشود العسكرية الروسية على حدود أوكرانيا أكبر من أي حشد منذ الحرب الباردة، مشيرا إلى أن روسيا إذا شنّت هجوما عسكريا واسع النطاق على جارتها الغربية فإن الكلفة البشرية ستكون مروّعة، وستسقط أعداد كبيرة من الضحايا في منطقة مكتظة بالسكان.
وكانت وزارة الدفاع الروسية، قد أعلنت نشر 12 منظومة صاروخية مضادة للطائرات في بيلاروسيا الدولة الحليفة لموسكو بأوروبا الشرقية، وأنها مستمرة في عملية إعادة نشر قواتها بهذا البلد في إطار تدريبات مرتقبة.
ونقلت رويترز عن 3 مسؤولين أميركيين أن الحشد العسكري الروسي بالقرب من حدود أوكرانيا اتسع ليشمل إمدادات الدم، إلى جانب مواد طبية أخرى تسمح بعلاج المصابين، مما يدعم تقديرات أميركية بأن روسيا أصبح لديها الآن “بوضوح” القدرات اللازمة للتحرك ضد جارتها الغربية.
كما أصدرت السفارة الأميركية في كييف تحذيرا مما سمته آلة الدعاية التابعة للكرملين، وقالت إن موسكو “تعمل بأقصى سرعة لإخفاء استعداداتها للحرب تحت شعارات السلام وإخفاء آلاف الجنود على الحدود”.
وفي أوكرانيا، حذر الرئيس فولوديمير زيلينسكي أمس مما وصفه بالإفراط في الذعر وإثارة خوف الأوكرانيين عبر الحديث عن حرب وشيكة.
وقال في كلمة أمام البرلمان إنّه لا يشاهد تصعيدا روسيا على حدود بلاده يختلف عن السابق، ولكنه دعا موسكو إلى اتخاذ مبادرة لاحتواء التصعيد.
وأضاف أن شحنة أسلحة أميركية رابعة وصلت الجمعة وعلى متنها 81 طنا من الذخيرة والأسلحة المختلفة، مشيرا إلى أن بلاده تنتظر مزيدا من الطائرات المحملة بالأسلحة الأيام المقبلة.
كما صرحت رئاسة الوزراء البريطانية أمس، بأن رئيس الحكومة بوريس جونسون “عازم على تسريع الجهود الدبلوماسية وتعزيز الردع لتجنب إراقة الدماء في أوروبا” مضيفة أنه يعتزم القيام بزيارة خارجية لم تكشف عن توقيتها، والدول التي ستشملها.
وجاء هذا التطور، بعدما طلب جونسون من قيادات الدفاع والأمن بحث خيارات عسكرية إضافية في أوروبا خلال اجتماع استخباراتي رفيع المستوى عقد الأسبوع الماضي.
ويدرس جونسون، خلال عطلة نهاية الأسبوع الاجتماع بوزارة الدفاع لبحث خيارات تخفيف تأثير الهجوم الروسي المحتمل على أوكرانيا، بما في ذلك عمليات نشر جديدة وتعزيز لدفاع الناتو.
ومن المتوقع أيضا أن تعلن الخارجية البريطانية الإثنين المقبل عقوبات شديدة تستهدف المصالح الإستراتيجية والمالية لروسيا.
وبالمقابل صرح رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، أمس بأن بلاده ستخوض الحرب إلى جانب روسيا عند وقوع عدوان على أراضيها أو على الأراضي الروسية، وفق تعبيره.
وأشار الشهر الماضي الناتو، إلى إمكانية استخدام روسيا أراضي بيلاروسيا في التحضير لأي هجوم على أوكرانيا الجارة الجنوبية لبيلاروسيا.
وكانت قوات روسية قوامها 10 آلاف جندي، قد بدأت قبل يومين مناورات جديدة بمنطقة روستوف (جنوبي روسيا) غير بعيد عن أوكرانيا، في وقت رصدت فيه صور أقمار اصطناعية جانبا من الحشود الروسية قرب الجارة الغربية.
وتشهد العلاقات بين روسيا والغرب توترا هو الأشد منذ نهاية الحرب الباردة، وذلك بسبب صراع المصالح المختلفة في عدد من الملفات الدولية، ومن أبرزها الأزمة شرق أوكرانيا.