بينما يحيي الشعب السوري الذكرى الـ40 لمجزرة حماة الكبرى، التي ارتكبتها قوات نظام حافظ الأسد، في الثاني من فبراير/ شباط عام 1982، بمدينة حماة وسط سورية، والتي استمرت على مدى 27 يوماً، جرى خلالها قتل آلاف السكان وتدمير أحياء بأكملها.
تعرضت مدينة الباب شمال شرق حلب السورية، لقصف صاروخي مصدره المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، والمليشيات التابعة له استهدف السوق الشعبي بالمدينة، مسفرا عن مقتل 9 مدنيين على الأقل وإصابة العشرات بينهم حالات حرجة.
وقال ناشطون وسياسيون على تويتر، إن مجزرة مدينة الباب هي تجديد لمشهد المجازر الكثيرة، التي ارتكبت بحق الشعب السوري الصامد، مؤكدين أن هذا العمل الإجرامي الغادر، هدفه إرهاب المدنيين وضرب الاستقرار، وتوليد المزيد من موجات اللجوء والنزوح.
ورأو عبر مشاركتهم على عدة وسوم، أبرزها #الباب، و#مجزرة_الباب، أن ما حدث بمدينة الباب اليوم هو رد لقصف الطيران التركي أمس، لمليشيا عجيان أوجلان PKK، مشيرين إلى أنهم لايجرؤون على قصف الأتراك والقواعد التركية في الأراضي التركية ولذلك يقصفون المدنيين الآمنين بسوريا.
وأشار ناشطون، إلى أن تلك المجزرة لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة مالم يتم استئصال السبب الرئيسي بالإشارة إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد، مضيفين أن سوريا باتت كالمسلخ المفتوح يموت الناس فيها قنصاً وقهراً وقصفاً وتحت التعذيب.
الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أكد أن المجزرة التي وقعت اليوم في منطقة الباب بريف حلب، هي جريمة حرب جديدة تضاف إلى السجل المشين لعصابات الـPYD في استهداف المدنيين، موضحا أنها تأتي بعد أيام من المجزرة التي ارتكبتها في عفرين.
وطالب بموقف دولي جاد في مواجهة إرهاب هذه الميليشيات، كما طالب بوقف الدعم عنها أو توفير أي غطاء لها تحت أي ذريعة، مستنكرا مواقف الدول الصامتة عن جرائم هذه التنظيمات.
وأشار الإئتلاف، إلى أن هذه المجزرة تأتي بالتزامن مع الذكرى الأربعين لمجزرة نظام الأسد في مدينة حماة، لافتا إلى أن هذا يعزز تساوق ممارسات هذا التنظيم الإرهابي مع النظام المجرم، واتفاقهما في ممارسة جرائم الحرب ضد الشعب السوري بكل أطيافه.
وبدوره قال رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية سالم المسلط، إن القصف الإرهابي الذي استهدف المدنيين، هو جريمة حرب وعمل إرهابي غادر، هدفه زعزعة الاستقرار في المناطق المحررة، مطالبا المجتمع الدولي بوقف الدعم عن ميليشيات PYD الإرهابية، وعدم توفير أي غطاء لها تحت أي ذريعة.
ودعا رئيس المكتب السياسي للجبهة السورية للتحرير مصطفى سيجري، واشنطن لوقف الدعم عن عصابات قسد الإرهابية، كما طالب موسكو برفع اليد ورفع الغطاء عنهم.
وأكد أنه لا يمكن الصمت طويلا على استمرار سيطرة الإرهاب على أجزاء من الأراضي السورية، قائلا: “دفع أهلنا الأبرياء اليوم ثمن استمرار سيطرة قسد الإرهابية على المناطق المحاذية للمناطق المحررة”.
فيما كتب الإعلامي علي حميدي، لم يتبدل الحال في الذكرى الأربعين لمجزرة حماة، مضيفا: “الآن فسنكتب للذكرى، ولرثاء شهداء مدينة الباب وننتظر يوما جديدا يقربنا من الحرية”.
كما قالت الناشطة السورية دارين العبدالله، إن مشاهد قصف مدينة الباب تدمي القلوب، مشيرة إلى أن معظم الجرحى والشهداء من النساء والأطفال.