شدوى الصلاح
بعدما نفت جماعة الحوثي علاقتها باستهداف الإمارات الذي وقع مساء أمس الأول الأربعاء، وأعلنت وزارة الدفاع اعتراضها وتدمريها 3 طائرات دون طيار اخترقت المجال الجوي للبلاد، تبنى تنظيما عراقيا يسمى “ألوية الوعد الحق” عملية الاستهداف، واصفا الإمارات بـ”الدولة المارقة التي أصبحت أداة لتنفيذ المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة العربية”.
التنظيم الذي يعرف نفسه على حسابه بتويتر بأنه كتائب أنذرت نفسها لحراسة الجزيرة العربية والشام من المشروع الصهيوأمريكي واجتثاث وكلاء الماسونية، توعد باستمرار عملياته حتى تكف الإمارات عن تصرفات الرعناء وتعود إلى صف الأمة العربية وتقطع كل علاقاتها بالكيان الصهيوني ووكلاءه، قائلا: “لن تأمن أبوظبي حتى تأمن بغداد وصنعاء وبيروت ودمشق”.
كتائب ألوية الوعد الحق ظهرت في 23 يناير/ كانون الثاني 2021، معلنة في أول بيان لها تبنيها الهجوم بثلاث طائرات مسيرة على قصر اليمامة في الرياض، وتوعدت حينها أن “تكون الضربة القادمة على ما وصفته بأوكار الشر في دبي إذا ما تكررت جرائم ولي العهد محمد بن سلمان ومحمد بن زايد”.
الباحث العراقي المتخصص في شؤون الجماعات المسلحة السُنِّيَّة والشيعية رائد الحامد، قال إن حكومتي الرياض وأبو ظبي تدركان عجز حكومة بغداد عن كبح جماح المجموعات المسلحة الحليفة لإيران، مؤكدا أنهما لن يدخلا في صراع يقود إلى الرد على مواقع تلك المجموعات داخل العراق.
وأشار في حديثه مع الرأي الآخر، إلى يقين السعودية والإمارات بأن الأراضي العراقية كانت منطلقا لعدة هجمات عليهما، مضيفا أن “مع افتراض وجود دولة عراقية كاملة السيادة ستظل بعيدة عن اتهامات دولتي الخليج أو انتقاداتهما ولن تكون العراق طرفا في الصراعات بين المجموعات المسلحة الحليفة لإيران وحكومتي الرياض وأبو ظبي”.
وتوقع الحامد، دخول المنامة على خط استهداف الكتائب مع احتمالات أقل فيما يتعلق بالكويت، على أن تظل كل من سلطنة عمان وقطر بعيدتان عن الصراع لأسباب موضوعية، مشيرا إلى أن هذه الألوية لم تتبن أي عملية داخل العراق حيث يبدو أنها متخصصة بالهجمات على السعودية والإمارات.
ولفت إلى مباركة معظم قيادات المجموعات المسلحة الحليفة لإيران للهجمات التي تعرضت لها أبو ظبي في 17 يناير/ كانون الثاني الماضي بواسطة طائرات مسيرة وصواريخ باليستية ومجنحة، والتي أصابت صهاريج لنقل المواد النفطية في منطقة مصفح الصناعية، وأدت إلى حريق قرب مطار أبو ظبي.
وأكد الحامد، أنه ليس وارد تفكير قيادات السعودية والإمارات في الرد العسكري على أهداف بالعراق مهما بلغت حجم التهديدات وتعددت مرات الاستهداف لأهداف حيوية مثل قصر اليمامة أو منشآت أرامكو النفطية أو مصالح وأهداف إماراتية بما فيها تنفيذ تهديدات تلك المجموعات لبرج خليفة أو معرض أكسبو دبي أو تعطيل مطارات مثل مطار دبي أو أبو ظبي.
واستدل على ذلك بأن السعودية لم تتخذ أي إجراء حين أعلنت ألوية وعد الحق مسؤوليتها عن استهداف قصر اليمامة العام الماضي، مؤكدا أن السعودية لن تتخذ أي إجراءات لمواجهة تهديدات المجموعات الحليفة لإيران، بل لم تعلن أن هذا الاستهداف للرياض انطلق من الأراضي العراقية وكذلك لم تفعل الإمارات اليوم.
وأشار إلى أن ألوية وعد الحق نشرت في 27 يناير/ كانون الثاني 2021 على قناتها في تليغرام التي يتابعها أكثر من 3500 شخص، صورة لطائرة مسيرة تضرب برج خليفة كنوع من التحذير للإمارات، كما لم تنشر الأخرى سوى سبع منشورات منذ تأسيسها في 23 يناير/ كانون الثاني 2021 وجميعها يخص استهداف الرياض والإمارات.
وذكر الحامد، بأن الهجمات على أرامكو في 14 ديسمبر/كانون الأول 2019 انطلقت من العراق بحسب ما أقر به مسؤولون أمريكيون ضمنيا، مثل وزير الخارجية الأمريكي آنذاك مايك بومبيو، الذي لم يقل صراحة إن الهجوم كان من الأراضي العراقية واكتفى بتحميل إيران مسؤولية الهجوم ونفى انطلاقه من اليمن.
وأوضح أن ألوية الوعد الحق مرتبطة بكتائب حزب الله العراق، أو واجهة إعلامية لها، مضيفا: “هناك تفهم لدى السعودية والإمارات بعجز حكومة بغداد عن مواجهة تهديدات المجموعات المسلحة الحليفة لإيران، وفي الوقت ذاته لا يريدان اتهام العراق وإحراج حكومة بغداد حرصا على استراتيجياتهم باستعادة العراق من النفوذ الإيراني”.
وبدوره، انتقد أستاذ العلوم السياسية الكويتي الدكتور عبدالله الشايجي، دخول تنظيم ألوية الوعد الحق العراقي على خط قصف الإمارات بعدما أعلن مسؤوليته عن استهدافها بـ4 مسيرات، قائلا إذا صح ادعاءه فإنه يشكل تهديداً لأمن دولنا جميعاً وخاصة لنا في الكويت ويحمل حكومة العراق مسؤولية الاعتداء إذا كانت ألوية وعد الحق فصيل من الحشد الشعبي.