بعد أن جمع الطفل المغربي ريان قلوب الجميع، في وقت الفرقة والتمزق والشتات، وأعادنا إلى حقيقتنا الإنسانية، أصيب الملايين بالصدمة، بعد إعلان خبر وفاة الطفل المغربي عقب إخراجه من قعر البئر في عملية إنقاذ معقدة وصعبة استمرت عدة أيام.
ورثا سياسيون وناشطون وفنانون، على موقع تويتر الطفل المغربي ريان، لافتين إلى أنه كان رسالة سماوية لتوحيد البشر بمختلف عقائدهم ولغاتهم وتوجهاتهم السياسية، إلى أن انتهت مهمته بالرحيل.
وأكدوا عبر مشاركتهم على عدة وسوم أبرزها، #ريان_في_ذمة_الله، و#الطفل_ريان، و#ريان، أن الإنسانية وحدها تستطيع إصلاح ما أفسدته السياسة بمصالحها وأهوائها، حيث تجمعت الأمة العربية كلها بدعاء واحد دون التفكير بأي صراعات.
وكان الديوان الملكي المغربي، قد أعلن في بيان نشرته وكالة الأنباء المغربية، مساء أمس السبت، وفاة الطفل ريان، وذلك بعد إخراجه من قعر البئر في عملية إنقاذ صعبة ومعقدة استمرت عدة أيام.
وعلق ريان “5 سنوات”، منذ ظهر الثلاثاء الماضي، داخل بئر جافة بعمق 32 مترا، في القرية الزراعية “إغران”، والتابعة لمنطقة تمروت بإقليم شفشاون، قبل أن تنتشله طواقم الإنقاذ المغربية مساء أمس السبت.
الرئيس التونس الأسبق منصف المرزوقي، رأى أن ريان أصبح رمزا لملايين الأطفال الذين سقطوا في بئر عميق أسمه “المجاعة في اليمن، والحرب في سوريا”، وأن كل ريان في بلادنا يناديكم لإنقاذه قبل أن تفقدوه، موجها العزاء لعائلة ريان والشعب المغربي.
كما نعى الإمام الأكبر للأزهر الشريف الشيخ أحمد محمد الطيب، الطفل المغربي ريان، داعيا لأهله بالصبر والسلوان.
وكتب الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة: “خرج “ريان” من البئر، وارتقى إلى العلياء.. إلى رحمة الله”، سائلا الله عز وجل أن يربط على قلب أمه وأبيه وذويه.
وقال إن للأطفال بهاء حضور لا يشبهه بهاء، وسيبقى الطفل المغربي ريان أيقونة مثل الطفل السوري إيلان “الذي توفي غرقا وقذفته الأمواج إلى أحد الشواطئ التركية، بعد محاولة عائلته الهروب من بطش نظام الأسد بسوريا” “ريان” مثل “إيلان”؛ سيبقى “أيقونة”، متسائلا: “هل غاب محمد الدرة؟!”.
ورأى الصحفي جمال سلطان، أن الطفل المغربي ريان، أحيا البعد الإنساني في ضمائرنا، مضيفا: “ولعله يكون مدخلا لإنقاذ أمتنا التي سقطت في بئر القسوة وغلظة القلب والمرارات والأحقاد والصراعات العدمية”.
فيما أشار الكاتب والسياسي دكتور فايز أبو شمالة، إلى أن هناك ريان في مصر، وفلسطين، وسوريا، والأردن واليمن والبحرين والعراق وليبيا، قائلا: “أعان الله الشعوب العربية، ففي كل بلد ريان”.
وطالبت الصحفية ديمة خطيب، الصحافة بترك أسرة ريان، وشأنها كي تتعاطى مع حزنها وألامها، مضيفة: “إذا كنا نحن في حالة صدمة فما بالكم بالأسرة؟”.
ودعا لاعب كرة القدم المصري السابق محمد أبو تريكة، للطفل المغربي ريان بالرحمة، ولأهله بالصبر والسلوان.
كما كتب الفنان المصري يوسف الشريف: ” إنا لله وإنا إليه راجعون، ربنا يرحمك ويصبّر أهلك.