شدوى الصلاح
قالت رئيسة الرصد والتوثيق في منظمة سلام للديمقراطية وحقوق الإنسان ابتسام الصايغ، إن زيارة وزير الدفاع الصهيوني بيني غانتس، إلى البحرين وما نتج عنها من توقيع اتفاقية للتعاون الأمني الاستخباراتي والعسكري والصناعي مع الكيان المحتل في القصر الملكي، تدل على ضياع البوصلة وانتكاسة تاريخ علاقة الدول العربية مع الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين.
وأشارت في حديثها مع الرأي الآخر، إلى أن الزيارة وعنوانها من الأساس مفرغين من مضمونهما لأن حقيقتها أنها تعبر عن مزيد من الاندماج للصهاينة في الخليج، إذ تمارس بعض الدول تطبيعا جوياً غير معلن، مؤكدة أن الأنظمة الديكتاتورية ستسير للهاوية بمجرد وصول الديمقراطيات التي ترفض الصهاينة تحت عنوان إسرائيل أو أي عنوان آخر.
وتابعت الصايغ: “سيبقى نضال الشعب الفلسطيني مستمر وستبقى شعوب المنطقة الحرة والجريئة والشجاعة منحازة إلى الفلسطينيين وحقيقة أن بلادهم محتلة من الكيان الغاصب”، مستنكرة أن الشعوب الخليجية صارت محتلة من الفكر الصهيوني سلوكاً وتعاوناً، فيما تؤكد العلاقات المستمرة على المضي في السلوك الأمني الرسمي والمقاومة الشعبية الرافضة له.
وأشارت إلى أن البحرينيين معروفين منذ 1945 و لليوم بأنهم لم يتخلوا عن فلسطين، ويعّدوا القضية الفلسطينية أولوية متقدمة على كل القضايا، قائلة: “قدمنا إلى الآن أكثر من 3 شهداء أحدهم في فلسطين وإثنين في الداخل ضمن تظاهرات نادت بحرية فلسطين، وسنبقى شيعة وسنة نرفض كل ما يمس هذه القضية التي نراها من أسس أي حركة ونراها القضية المركزية”.
ورأت الصايغ، أن قمع السلطة البحرينية للشعب البحريني في كل ما يرفعه ضد الصهيونية يؤكد أن سلوك البحرين القمعي يجب أن يتراجع، مضيفة: “ذلك ما يجعلنا نصر على المطالبة بالحقوق السياسية والإنسانية والتي لا يتجزأ منها موقفنا تجاه فلسطين”.
يشار إلى أن زيارة وزير الدفاع الصهيوني إلى البحرين الأربعاء 2 فبراير/شباط 2022، تعد أول زيارة رسمية للمملكة وكانت غير معلنة واستمرت يومين، وجاءت عقب أيام قليلة من زيارة رئيس الاحتلال الصهيوني إسحاق هرتسوغ إلى الإمارات، للمشاركة في دبي إكسبو 2020.
وزار غانتس خلال تواجده في البحرين مقر الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية هناك، والذي يقع على مسافة 200 كيلومتر من الشواطئ الإيرانية، والتقى قائده الأدميرال براد كوبر، بحضور قائد سلاح البحرية الصهيوني الجنرال ديفيد ساعر وكبار مسؤولي البحرية البحرينية، وبحثوا مسألة حماية طرق الشحن الدولية من الخليج العربي إلى البحر الأحمر.
ووقع غانتس خلال زيارته للبحرين اتفاقا أمنيا مع نظيره البحريني عبد الله بن حسن النعيمي، بحضور ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة في قصر الأخير بالمنامة -بحسب صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية التي وصفت الاتفاق بالتاريخي-؛ وبموجب الاتفاق سيجرى تعاون في مجالات الاستخبارات والصناعات الدفاعية.
وفي سبتمبر/ أيلول 2020، وقعت البحرين اتفاقية تطبيع مع الكيان الصهيوني في البيت الأبيض برعاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وسط إعلان قوى سياسية ومنظمات عربية، رفض الاتفاقية بشكل واسع.
وبدورها، أعلنت جمعية “الوفاق” البحرينية رفضها لزيارة غانتس، وقالت إن الاتفاقات الأمنية أو العسكرية مع كيان الاحتلال ليست شرعية وساقطة قانونًا ودستورًا، وأن “نظام الحكم في البحرين مأزوم ولا يملك أيّ تفويض شعبي للقيام بمثل هذه الممارسات”.
ورأت في بيان لها أن “زيارة غانتس استفزاز لمشاعر كل البحرينيين وتجاوز للخطوط الحمراء، مؤكدة أن هذه الزيارة من دون إعلان مسبق هدفها تجنب الاحتجاجات والمظاهرات والرفض الشعبي للتطبيع.
وهو ما لم تتمكن السلطات البحرينية من تحقيقه أيضا، إذ احتج متظاهرون بحرينيين على الزيارة، وتظاهروا في عدد من شوارع المنامة والمدن البحرينية الأخرى حاملين لافتات مُندّدة بكلّ صور التطبيع مع الكيان الصهيوني، ورافضة للزيارة، مؤكدين تضامنهم مع القضيّة الفلسطينية باعتبارها القضيّة المركزيّة للأمّة الإسلاميّة والعربيّة.