شدوى الصلاح
قال المعارض الإماراتي عبدالله الطويل، إن تجاهل الإعلام الإماراتي للقاء الذي جمع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد وأمير قطر تميم بن حمد في الصين على هامش فعاليات أولمبياد بكين الشتوية، يرتبط بالموافقات الأمنية، مرجحا وجود قرار أمني يقضي بعدم تسليط الضوء على هذا اللقاء الذي يعتبر هامشياً وليس أساسياً في نظر الإمارات.
وأوضح في حديثه مع الرأي الآخر، أن الإعلام الإماراتي يفتقر بالأساس للمهنية ومصنف ضمن الإعلام الموجه والفاقد للمصداقية والانتشار، حيث عمد منذ سنوات إلى إظهار قضايا معينة تبرز الجانب المجمل في القيادة الإماراتية وحكومتها، مبتعداً بعداً كاملاً عن القضايا الأساسية التي تهم المواطن الإماراتي.
وأكد الطويل، أن الإعلام الإماراتي فاقد لعناصره التي تجعل منه إعلاماً حقيقياً قادراً على مقارعة إعلام قطر على سبيل المثال، مشيرا إلى أن السبب من وراء هذا الانزلاق هو الرقابة الأمنية الصارمة وتجريم حريّة الرأي وارتباط الإعلام مباشرة بالجهاز الأمني فلا يمكن أن يتناول الإعلام أي قضية إلا بعد مراجعتها أمنياً والسماح بنشرها.
وأضاف: “لو قلنا مثلاً إن الأمير تميم سيزور الإمارات في الأيام المقبلة، سنجد الإعلام يتداول الخبر بأكثر من طريقة مظهراً سماحة الدولة وعقلية بن زايد ومبادئه والسياسة الناعمة وغيرها من آليات التطبيل الأخرى، مع تعميم ذلك على منصات التواصل الاجتماعي، سواء من حسابات وهمية أو حسابات رسمية موجودة لتحقيق أهداف أمنية إعلامية”.
وخلص الطويل، إلى أن الإعلام الإماراتي ينقل ما يريده الحاكم للمواطن في سياسة كي للوعي، ومقيّد لا يستطيع طرح أي موضوع إلا بموافقة أمنية وتعليمات أمنية من جهاز أمن الدولة والذي يخشى أن يصل الوعي للمواطن الإماراتي فيفيق مطالباً بإصلاحات تحتاجها الإمارات في كافة القطاعات.
يشار إلى أن جهات إعلامية عدة تداولت صوراً وأخباراً عن لقاء بن زايد وتميم أمس السبت على هامش حفل افتتاح أولمبياد بكين؛ ويعّد ذلك اللقاء الأول من نوعه بينهما منذ قطعت السعودية والإمارات ومصر والبحرين علاقاتهم الدبلوماسية والاقتصادية مع الدوحة، في يونيو/حزيران 2017، والتي تم إعادتها بموجب بيان العلا خلال القمة الخليجية مطلع 2021.
وتجاهلت وسائل الإعلام الإماراتية ووكالة الأنباء الحكومية اللقاء، فيما قالت وكالة الأنباء القطرية إن تميم التقى بن زايد، على هامش مأدبة غداء أقامها الرئيس الصيني شي جين بينغ في قاعة الشعب الكبرى، السبت، لعدد من قادة الدول وكبار المسؤولين المشاركين في حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية، ونشرت صورة اللقاء التي يظهر فيها الحميمية والود بين الجانبين.