تزايدت الاحتجاجات، في الهند اليوم الجمعة، تنديدا بمنع الطالبات المسلمات ارتداء الحجاب في جامعات ومدارس ولاية كارناتاكا، جنوبي البلاد.
وخرج الآلاف من طالبات وطلبة جامعة عليكرة الإسلامية في ولاية أوتار براديش، وكذلك بمدينة مومباي مطالبين القضاء بإنصاف الطالبات المسلمات.
وتعد جامعة عليكرة من أكبر 10 جامعات إسلامية في الهند، وفيها نحو 19 ألف طالب، ومع أن مدينة عليكرة ومدن ولاية أوتار براديش لا تشهد تضييقا على المحجبات لكن ما يحدث في ولاية كارناتاكا تحول إلى قضية وطنية.
واحتج أولياء أمور الطالبات المسلمات في مدينة جايبور (عاصمة ولاية راجستان غربي نيودلهي)، اليوم على قرار لإدارة إحدى الكليات طالبت فيه الطالبات المحجبات بالحضور بزي الكلية دون حجاب.
كما تعتصم طالبات أمام مباني مدارسهن ضد القرار، منذ نحو أسبوع، معتبرين أنه متحيز ضد المسلمين.
وأثارت الأزمة التي اندلعت في ولاية كارناتاكا، المخاوف لدى الأقلية المسلمة مما تعتبره تزايد الاضطهاد في ظل الحكومة الهندوسية القومية بزعامة رئيس الوزراء ناريندرا مودي.
وتعاطف مسلمو الهند مع الطالبات، مطالبين حكومة كارناتاكا بالتراجع عن قرارها، فيما خرجت في مدينة كراتشي بباكستان احتجاجات تضامنية مع الطالبات المسلمات في الهند.
وفي نفس السياق، رفضت محكمة الاستئناف في نيودلهي، البت “بشكل عاجل” في شأن مرافعة استئناف ضد “قرار مؤقت” أصدرته المحكمة العليا في كارناتاكا بشأن الخلاف حول الحجاب في المدارس والجامعات.
وقال رئيس محكمة الاستئناف للمحامي الذي ترافع عن طالبتين مسلمتين إنه لم يحن الوقت لرفع القضية من مستوى قضاء الولاية إلى المستوى الوطني.
وأوضح أن محكمة الاستئناف تراقب مجريات القضية في الولاية وستتدخل في الوقت المناسب إذا ما انتهك الحق الدستوري لأي مواطن،وأكد مسؤولية المحكمة في حماية الحقوق الدستورية للمواطنين.
وكان المدعي العام قد دعا إلى انتظار الحكم النهائي الأسبوع المقبل في محكمة ولاية كارناتاكا، وألا تتحول القضية إلى سياسية أو طائفية.
وكانت محكمة كارناتاكا قد أصدرت حكما “مؤقتا” أمس الخميس دعت فيه جميع الطلبة إلى عدم ارتداء أي “ملابس دينية” في فصول المؤسسات التعليمية “منعا للتحريض” حتى تصدر المحكمة حكما نهائيا في القضية، مساوية في قرارها بين حجاب المسلمات والشارات الصفراء التي يرتديها الطلبة الهندوس.
ويخشى مسلمو الهند من أن تتسع دائرة حظر الحجاب في مدارس وجامعات أخرى، حيث يعانوا من الاضطهاد والعنصرية الواسعة من قبل المشرعين الهندوس المتطرفين الذين يسيطرون على الحكومة، وحكومات الولايات.
وبدأ الجدل الدائر في مدارس وجامعات ولاية كارناتاكا، في ديسمبر/كانون الأول الماضي عندما قدمت 6 طالبات إلى إحدى الكليات بحجابهن، مؤكدات على حقهن الدستوري وواجبهن الديني في لبسه، مما دفع عددا من الطلبة والشبان الهندوس إلى التجمع في احتجاجات مرتدين شارات صفراء.